محمد القصبجي

شعار كتاب الأغاني الثاني

محمد القصبجي-

محمد القصبجي

ولد محمد القصبجي في 15 / 4 / 1892 في حي عابدين بالقاهرة. ألحقه والده، المنشد والمقرىء حلبي الأصل علي إبراهيم القصبجي، بمدرسةٍ لحفظ القرآن وهو في التاسعة من عمره، ثم تابع منذ عام 1903 في مدرسة عثمان باشا ماهر الابتدائية بالقلعة. تخرج في عام 1911 من مدرسة المعلمين، ثم عين مدرساً بإحدى المدارس. كانت مظاهر ارتباطه بالموسيقى قد ظهرت منذ طفولته، عندما لجأ إلى نجار الحي، ليتبرع له بقطعة من الخشب ذات رقبة تشبه إلى حد ما رقبة العود، فيثبت على قطعة الخشب هذه أوتاراً، مما كان ينقطع من أوتار عود والده، منتقلاً إلى توظيف هذه الآلة المبتكرة في إخراج ألحان ترضي ميوله الموسيقية المبكرة، و متغلباً بذلك على مصاعب الحصول على آلة عود خاصة به، في ظل رقة حال أسرته. ساهم والده في تعميق هذه الاتجاهات، حيث كان يصحبه إلى مسرح اسكندر فرح الغنائي، ليستمع إلى الشيخ سلامة حجازي في مسرحياته الغنائية. احترف الغناء والعزف، ونظم بنفسه بعض الأدوار التي لحنها، ومنها ” الحب له في الناس أحكام “، و “يا قلب ليه سرك تذيعه للعيون “، كما أخذ يغني الأدوار القديمة في الحفلات الساهرة.
انضم إلى تخت ( فرقة ) العقاد فى عام 1919 عازفاً على العود، ودرّس في معهد الموسيقى الشرقي حيث تتلمذ على يديه محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ثم فريد الأطرش.


ابتعد عن الغناء في عام 1920 وكرس جهوده للتلحين، فلحن بعض الأغاني لمنيرة المهدية من نظم صديقه الشيخ محمد يونس القاضي، ثم انتقل إلى تلحين بعض مسرحياتها الغنائية كمسرحية ” المظلومة ” وذلك اعتباراً من عام 1924 وحتى عام 1927 ، حين كرس جهوده لأم كلثوم.
استقدمته شركة أوديون ليلحن للسيدة أم كلثوم في بداية عهدها بالغناء عام 1924 ، فلحن لها طقطوقة” قال ايه حلف ما يكلمنيش “، ثم تتابعت الأعمال التي أرست دعائم مجد أم كلثوم، حتى عام 1948 ، عندما أوقفته عن التلحين لها نهائياً، بعد فترة جفاء امتدت لسنوات، بسبب تعامله المباشر والغني مع أسمهان، فلم يعد له، بعد رحيل أسمهان، إلا الاكتفاء بموقع عازف العود في فرقة أم كلثوم الموسيقية.
تمثلت مساهمة القصبجي الأهم، في إرسائه دعائم قالب المونولوج الرومنسي، حيث لحن، مستنداً إلى نصوص أحمد رامي، الذي شكل معه ثنائياً فريداً منذ منتصف العشرينات، عدداً كبيراً من المونولوجات الرومنسية لأم كلثوم، كان أهمها مونولوج ” إن كنت أسامح وأنسى الأسية “، الذي بيع من أسطوانته ربع مليون نسخة، إضافة إلى مونولوجات رائعة منها ” سكت والدمع اتكلم “، و ” أخذت صوتك من روحي ” عام 1926 ، و ” الشك يحيي الغرام ” عام 1928 ، و” يا غائباً عن عيوني ” عام 1931 ، و ” فين العيون ” عام 1934 ، والمونولوجات التي حفل بها فيلما وداد ” ليه يا زمان ” عام 1935 ، ونشيد الأمل ” منيت شبابي ” ، و ” يا مجد ” عام 1937 ، وصولاً إلى مونولوج ” يا نجم ” عام 1938 .


كما تابع في هذا الاتجاه مع أسمهان، التي لحن لها عدداً من الأعمال الغنائية، كان أهمها مونولوج ” ياطيور ” عام 1940 ، الذي دمجت أسمهان في أدائه، بين أسلوب الغناء الشرقي، المعتمد على غناء الصدر، مع أسلوب غناء الرأس الأوبرالي الغربي، فكان تحفة فريدة في تاريخ الغناء العربي.


عبر القصبجي في مونولوجاته عن تقلب المزاج بالتغير الإيقاعي الدائم، وعاونه رامي في صياغة متغيرة الأوزان والقوافي، وتم الإعتماد على صوت أم كلثوم الرائع أولاً وأسمهان ثانياً، لإعطاء المدود الصوتية التي تحقق تعميق تقديس بالجمال، كما اعتمد القصبجي على البدء بمقدمات موسيقية معبرة، وإعطاء دور هام للفرقة الموسيقية في أداء اللوازم الموسيقية، والتقاطع مع الغناء، لإغناء فكرة تضاد العواطف، مما ساهم بشكل أساسي في تطوير الفرقة الموسيقية العربية، مترفعاً في أسلوبه التلحيني عن أسلوب التلحين الشائع، في تكرار مقاطع لحنية لتحقيق استجابة المستمع، ومتجهاً إلى فكرة اللحن المتصل بدون أي تكرار، فيما سمي “المونولوج المطلق” الذي يجسده مونولوج ” رق الحبيب ” عام 1944 لأم كلثوم.


ألف القصبجي بعض المعزوفات الموسيقية، وكان من أهمها رائعته ” ذكرياتي “، التي لاتزال تؤدى من أغلب الفرق الموسيقية العربية حتى يومنا هذا، كما لحن عدداً كبيراً من أغاني الأفلام، كان من أهمها فالس ” أنا قلبي دليلي ” لليلى مراد.
توفي محمد القصبجي في 25 آذار / مارس عام 1966 دون أن يتزوج.

د. سعد الله آغا القلعة

أغنيات لحنها محمد القصبجي

مقالات تناولت أغنيات لحنها محمد القصبجي أو تعلقت بألحانه

حلقات تلفزيونية تناولت فن محمد القصبجي

Bookmark the permalink.

Comments are closed.