بشارة الخوري ( الأخطل الصغير )

شعار كتاب الأغاني الثاني

الأخطل الصغير بشارة الخوري

شاعر لبناني عُرف بجزالة الأسلوب وأناقة العبارة وقوة السبك ، فتداول الملحنون أشعاره في كثافة لافتة.

ولد بشارة عبد الله الخوري في بيروت  عام 1890 حسبما قال في مقابلات صحفية ، أما في السجلات الرسمية فهو من مواليد 18 آذار 1885. درس في مدارس عديدة في لبنان، ومنها مدرسة الحكمة التي تعرف فيها على جبران خليل جبران و وديع عقل.أتقن اللغتين العربية والفرنسية، وبدأ نظم الشعر منذ نعومة أظفاره، حيث راح ينشر قصائده في جريدة المصباح منذ عام 1906 ، إلى أن أعلن عن إنشاء جريدة “البرق “، ساعياً من وراء ذلك إلى إحياء الروح العربية، وإلى الإسهام قدر طاقتها في النهضة القومية، التي بدأت تباشيرها تلوح في الأفق.
أوقف الأخطل الصغير جريدته في عام 1914 بعد أن نشبت الحرب العالمية الأولى، ووقفت تركيا إلى جانب ألمانيا في الحرب، وراحت تُسكت الأفواه، وتضَيِّق على الأقلام، فارضة على الصحف رقابة صارمة، ثم اضطر للهرب بعد أن بدأت السلطات التركية تلاحقه، فاختفى وبدأ بنشر قصائده الوجدانية والوطنية تحت اسم حنا فياض، ثم اتخذ لنفسه لقب “الأخطل الصغير ” منذ عام 1916 ، بعد أن علم أن الحلفاء يسعون إلى إحياء الإمبراطورية العربية، واستيقظت في صدره الأحاسيس الوطنية.

عاد إلى إصدار جريدة “البرق ” عام 1918 ، عندما انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء، كما انتخب في عام 1925 نقيباً للصحافة اللبنانية ورئيساً لبلدية برج حمود عام 1930 ؛ غير أن السلطات الفرنسية انتقمت منه رداً على قصيدته “مصرع النسر ” في رثاء فيصل الأول، فعطلت صحيفته عام 1932 . ظل الأخطل الصغير ينادي بالاستقلال والتحرر إلى أن نال لبنان استقلاله عام 1943 .

ترك بشارة الخوري مجموعتين من الشعر هما ديوان ” الهوى والشباب ” و ” شعر الأخطل الصغير “، أما نتاجه النثري فقد صدر في ثلاثة كتب، أولهما كتاب ” من بقايا الذاكرة “، وهو كتابات متنوعة، وثانيهما كتاب ” أحداث وأعلام “، الذي احتوى على بعض ذكريات الشاعر، و ثالثهما كتاب ” بين الأدب والسياسة ” الذي ضم مختارات من مقالاته في جريدة ” البرق “.

غنى له كبار المغنين، فقدم له محمد عبد الوهاب قصائد عديدة مثل ” جفنه علم الغزل— جفنه علم الغزل لمحمد عبد الوهاب — ، التي كانت أول قصيدة راقصة لعبد الوهاب ، و ” الصبا والجمال ” و ” الهوى والشباب “، وكذلك فعل فريد الأطرش الذي غنى من شعره قصائد عديدة مثل ” عش أنت ” و ” أضنيتني بالهجر ” و ” وردة من دمنا “، كما غنت له أسمهان قصيدة ” أسقنيها ” من ألحان محمد القصبجي ، ونور الهدى قصيدة ” إلى الحبيب “، من ألحان رياض السنباطي.


غنت له فيروز قصائد عديدة منها : ” وداد – يا قطعة من كبدي ” ، و ” ندى ” ، و ” بين النجوم ” ، و ” قد تاك يعتذر ” ، و ” يا عاقد الحاجبين ” ، و ” بيني وبينك “.

تجدر الإشارة إلى أن قصائد بشارة الخوري ، غنيت في أشكال غنائية تقليدية ، ومنها تسجيل مطرب حلب أحمد الفقش لقصيدة ” عش أنت ” عام 1932 ، أثناء زيارته للقاهرة ، بمناسبة مؤتمر الموسيقى العربية الأول ، لصالح شركة أسطوانات أوديون  ، كما قُدمت قصيدته ” أضنيتني ( أنحلتني ) بالهجر ” من عدة مطربين وبألحان مختلفة ، و لحن له أحمد الأوبري ، عميد التجديد الموسيقي في حلب ، لوحة شعرية بعنوان ” الملائكة لا يحبسون “.


في الرابع من حزيران عام 1961 أقيمت له حفلة تكريمية في قصر الأونيسكو، تحدث فيها عدد من كبار الشعراء ، أمثال صالح جودت ، ومحمد مهدي الجواهري ، وعمر أبو ريشة ، وأمين نخلة ، وسعيد عقل. أثناء الاحتفال بايعه الشعراء لإمارة الشعر، وأنشد الشاعر أمين نخلة:
أيقولون أخطلٌ وصغير أنت في دولة القوافي الأمير
شاركت فيروز في الحفل ، وغنّت من شعره ، بمرافقة بوغوص جيلاليان على البيانو ،  قصيدتي ” ملعب الأحلام ”  ، و” يا نسيم الدجى” .


بعد حفلة التكريم، توعكت صحته، ولزم البيت لا يبرحه أبداً، حتى توفي بعد ظهر يوم الأربعاء الحادي والثلاثين من شهر تموز عام 1968 ، عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

د. سعد الله آغا القلعة

أغنيات كتبها بشارة الخوري

مقالات تناولت أغنيات كتبها بشارة الخوري أو تعلقت بنظمه

أفلام كتبها أو كتب بعض أغنياتها بشارة الخوري

حلقات تلفزيونية تناولت فن بشارة الخوري

    Tagged , , , , , , , . Bookmark the permalink.

    Comments are closed.