حياة وفن أسمهان – الفصل الخامس – 5 : رثائية أيها النائم

شعار كتاب الأغاني الثانيالفصل السابق : حياة وفن أسمهان – الفصل الخامس – 4

أسمهان 2الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الخامس – القسم الخامس

رثائية أيها النائم!


التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :


في ليلة الزواج يُقتَل الزوج، ويجري البحث عن القاتل، وتُغنّي أسمهان قصيدة هي من أروع ما غُنّي في الرثاء، في الغناء العربي.

وضع أحمد رامي النظم، ولحّن السنباطي متفوِّقاً على رثائية عبد الوهاب التي قدّمها في عام 1935، وأعني بها أيها الراقدون تحت التراب . وتفضح أنفاس أسمهان المختنقة ارتباطها بالنظم، وخاصة عندما تُغنّي “وحبيبٌ راح عنّي ظلّه”، أو “الفطاما”، أو “ثم ولّى”. هل كانت ترثي أسرتها الصغيرة؟ أم كانت ترثي نفسها؟ وقد كانت على وشك الرحيل عن هذه الدنيا؟


(قطع إلى أغنية أيها النائم لـ أسمهان )

أيها النائم عن ليلي سلاما لم يكن عهد الهوى إلا مناما

لم يكد ومض المنى يبسم في خاطري حتى غدت روحي ظلاما

أمل في مهجتي هدهدته ثم ولّى وهو لم يعدُ الفطاما

وحبيبٌ راح عني ظلُه ورماني بين آمالي اليتامى

 يقول الأستاذ أحمد رامي الذي وضع النظم، إن الأستاذ السنباطي عندما بدأ يُحفِّظ أسمهان اللحن في أوّل جلسة، قضيا الليل بطوله هو وأسمهان ، هو يعزف على العود، وهي تُغنّي وتُغنّي، ودموع الاثنين تسحّ دون توقّف، وكانت أنفاسها تختنق بالبكاء عند كل عبارة تغنّيها.

 (قطع إلى أغنية أيها النائم لـ أسمهان )

يا ندامى الراح من كرم الهوى جفت الكأس على أيدي الندامى

كنت لا أشتاق إلا حبّه فسقانيه وأغفى ثم ناما

 لقد عبّر السنباطي في حرفية بارعة عن إمكانية استخدام المقامات الشرقية الأصيلة في الموسيقى العربية للتعبير الدرامي ؛ كان هذا واضحاً في المقطع الذي استمعنا إليه، عندما استخدم مقام البيات الشجي الأصيل للتعبير الدرامي، وسيكون هذا واضحاً في المقطع التالي على مقام الراست الشجي أيضاً والشرقي عندما تُعبّر أسمهان مغنِّيةً وقائلة:

وسِّدوه بيـن أضلاعي فقد ضمّـه قلبي حنـاناً وغرامـاً

وانضّحوهُ بدموعي وانثروا حوله قلبي الذي أضحى حطاماً

السنباطي في تلحينه لكلمة حطاماً يُنقِّل صوت أسمهان في امتدادات على أصوات موسيقية مختلفة، وكأنّ كل صوت منها يُمثّل جزءاً من هذا الحطام، وعندما يُنهي اللحن لا يعود باستقرار إلى مقام النهوند الذي هو في البداية المقام الأساسي للّحن، وإنما يترك الختام هائماً في الأصوات الموسيقية دون أن يختمه، كما الروح الهائمة عندما تفارق الجسد.


 (قطع إلى أغنية أيها النائم لـ أسمهان )

وسِّدوه بيـن أضلاعي فقد ضمّـه قلبي حنـاناً وغرامـاً

وانضّحوهُ بدموعي وانثروا حوله قلبي الذي أضحى حطاماً

د. سعد الله آغا القلعة


يتبع :  إمتى ح تعرف والقصبجي والرهان الخاسر

فهرس مجلد أسمهان الإلكتروني

 

Tagged . Bookmark the permalink.

Comments are closed.