الطفلة نجاة تفتتح مساراً غنت فيه 275 أغنية لُحنت لها ، فتغني على مسرح معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية أولى تلك الأغاني ، وعمرها 4 سنوات!

شعار كتاب الأغاني الثاني

النشرة السابقة ضمن مجموعة النشرات المخصصة لنجاة الصغيرة : أغنية عبد الغني السيد الشهيرة ع الحلوة والمرّة بصوت نجاة : عندما أعادت الصبية الصغيرة تقديم أغنيات اشتهرت بأصوات أخرى ، بقوة القانون!

تتبعتُ في النشرة السابقة ، إقدام السيدة نجاة ، في بداياتها ، على إعادة تسجيل أغنيات ، سبق أن اشتهرت بأصوات أخرى ، لصالح الإذاعة أو السينما ، ومنها الأغنية الشهيرة : ع الحلوة والمرة ، التي كانت اشتهرت بصوت المطرب عبد الغني السيد ، وذلك بتأثير صدور القانون رقم 354 لعام 1954 ، الخاص بحماية حقوق المؤلفين والملحنين والناشرين ، الذي أقر أن للمؤلف والملحن وحدهما تحديد طريقة نشر أعمالهما ، وأبعد أي حق أدبي وفكري للمؤدي ، في العمل الذي يؤديه ، ليبقى حقه في أجر التسجيل الذي يتقاضاه ، كما ضمِن للمؤلف والملحن ، والناشر أو المنتج ، عائدات مالية ، عن كل نسخة من نسخ الأغنية ، تباع أو تبث، ما شجع إعادة تقديم الأغاني بأصوات أخرى.
أتوقف ابتداءاً من اليوم ، عند المسار الآخر في مسيرة نجاة : تسجيل أغنياتٍ لُحنت لها خصيصاً.
من المثير للانتباه أن أولى الأغاني التي لُحنت لها ، كانت أغنية : غنِّ يا كروان ، التي لحَّنها لها شقيقها عز الدين حسني ، الذي كان لايزال طالباً يدرس الموسيقى في معهد الموسيقى العربية ، و قد غنتها عام 1942 ، وكان عمرها لايزيد عن أربعة سنوات ، في حفل أقامه المعهد لطلابه!
أنشر اليوم هذه الصورة ، التي توثق مشاركة نجاة في ذلك الحفل ، عام 1942 ، وهي طفلة لم يتجاوز عمرها أربع سنوات ، وغنت فيها أول أغنية لُحِّنت لها خصيصاً ، من قبل شقيقها!
من الممتع أن نلاحظ في الصورة ، أنها ، وهي التي ابتدأت بأداء أغاني السيدة أم كلثوم ، وُضع لها كرسي ، أسوة بالسيدة أم كلثوم ، التي تجلس عادة على كرسيها ، تستمع إلى المقدمة الموسيقية ، قبل أن تنهض لتبدأ الغناء!
كان شقيقها عز الدين ، الذي أصبح لاحقاً موسيقياً و ملحناً ، هو الذي علَّمها أصول الغناء ، ثم لحّن لها لاحقاً تسع أغنيات ، منها ما جاء عام 1972 ، أي في عز شهرتها ، ما يؤكد ارتباطها بعائلتها و بشقيقها!
افتتحت نجاة بهذه الأغنية الأولى مساراً طويلاً من الغناء ، امتد لأكثر من 75 عاماً ، أدَّت خلاله السيدة نجاة حوالي 275 أغنية ، لُحنت لها.
باستعراض تلك الأغاني ، نجد بعض النقاط المثيرة للاهتمام : أدت نجاة 28 أغنية في إطار الغناء الديني والمدائح النبوية ، منها تسع أغنيات من ألحان محمد الموجي ، وأربع أغنيات من ألحان رياض السنباطي ، فيما لحَّن لها بليغ حمدي 66 أغنية ، تشكل 24% من مجموع أغانيها ، وهذه نسبة عالية ، رغم أن نجاة اشتهرت أكثر بأعمال محمد عبد الوهاب ، الذي لحن لها 28 أغنية فقط ، أي أقل من نصف العدد الذي لحنه لها بليغ حمدي . بالمقابل لحن لها محمد الموجي 32 أغنية ، وكمال الطويل 22 أغنية ، ورياض السنباطي 16 أغنية. لحَّن لها الأغاني الأخرى أغلبُ الملحنين العاملين في ساحة الغناء في تلك الفترة ، أذكر منهم الشيخ زكريا أحمد ، و الشيخ سيد مكاوي ، و حلمي بكر وجمال سلامة وأحمد صدقي ومحمد فوزي ومحمد محسن وآخرون.
في النشرة التالية ، أتوقف عند تحليل لحنٍ مبكرٍ ، حفظته ذاكرة الغناء العربي ، ولو في الزوايا المنسية ، وضعه لها ، وهي بعد في الثانية عشرة من عمرها ، أحد كبار ملحني عصره!

النشرة التالية : يا حبيبَ الله والناس بصوت نجاة : عندما قبلَ رياض السنباطـي أن يلحن لطفلة في الثانية عشرة من عمرها!

د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.