سعد الله آغا القلعة يعزف على القانون في أوبرا القاهرة ووزير الثقافة الأستاذ فاروق حسني يعرض تأسيس بيت للقانون بإشرافه!

شعار كتاب الأغاني الثاني

شهدتُ في عام 1992 ولادة مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية في أوبرا القاهرة ، بدعوة من الصديقة الدكتورة رتيبة الحفني رحمها الله. ترأستُ لجنة الآلات الموسيقية في المؤتمر ، كما اشتركتُ ببحث” نظرية الأجناس الموسيقية المتداخلة – تطوير الأساس المقامي للموسيقى العربية ” . خلال مناقشة البحث عرضتُ تسجيلاً على القانون لمؤلَفي الموسيقي : بوح الروح كتطبيق له… تمنت الدكتورة رتيبة عليّ ، إذ أنها كانت تعرف أنني مقلٌ كثيراً في العزف المباشر أمام الجمهور ، أن أشاركَ في العام التالي بعزفٍ مباشرٍ على القانون في حفلتين في المهرجان .. الأولى في المسرح الصغير ، في حوار مع الدكتور حسين صابر على العود  ،  ثم في عرض لي في المسرح الكبير ..

شاركتُ في الحفل الأول ، و حققت  تلك المشاركة استجابة طيبة من قبل الجمهور .. و في اليوم التالي كان دوري في منتصف الحفلة بعد الاستراحة .. طالت الاستراحة على غير العادة .. وهذا قد يؤثر على تركيز العازف الذي يجهز نفسه للبدء في وقت محدد ..خاصة إن كان عزفه يقوم على الارتجال .. أخيراً طُلب مني أن أنطلق إلى المسرح .. وكان العزف الذي أنشره هنا ..

ولكن القصة لم تنته.. فسرعان ما علمتُ أن التأخير كان بطلب من الأستاذ فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك . بعد انتهاء العزف  جاءني موفد  من قبله ، وطلب مني  أن ألتحق به في مكتب رئيس الأوبرا .. هناك .. استفسر عن أسلوبي التعبيري في العزف و عن جذوره ، وعن طريقتي في استخدام أصابع اليد اليمنى في أسلوب غير مسبوق في ذلك الوقت ، مع إعطاء مسؤولية اللحن الأساسي لليد اليسرى ، عارضاً أن أنتقل إلى القاهرة لتدريس هذا الأسلوب الجديد في عزف القانون .. وتشكيل ما يسمى بيت القانون في الأوبرا .. مثلما فعل الأخ نصير شما لاحقاً بتشكيله بيت العود فيها .. شكرته على عرضه ، واعتذرت بسبب التزامات كثيرة كأستاذ في كلية الهندسة بجامعة دمشق ومدير مركز الحاسب فيها و كمدير لأعمال القبول الجامعي باستخدام الحاسب و كذلك في مكتبي الهندسي ، و برامجي التلفزيونية ..

علمت لاحقاً أن الأستاذ فاروق حسني  حضر في منتصف الحفلة ، واستمع إلى عزفي ، في إطار مساعيه ، كوزير للثقافة ، لاجتذاب وتوطين كل جديد ، بعد أن وصلته أصداء حفل اليوم السابق ، ليقدر إمكانية أن يعرض ما عرض ، ثم ، بعد مقابلتي واعتذاري.. غادر ..

د. سعد الله آغا القلعة

Tagged , , , , , , , , . Bookmark the permalink.

Comments are closed.