في ذكرى رحيل أمير الكمان سامي الشوا: ولماذا لا نحتفي به موثِقاً ومعلِّماً؟

شعار كتاب الأغاني الثاني

تحل اليوم ذكرى رحيل أمير الكمان سامي الشوا إذ رحل عن هذه الدنيا في 23 كانون الأول / ديسمبر عام 1965. ولما كان قد عرف أساساً في مجال العزف على الكمان فقد رأيت أن أحتفي به في مجال التعليم والتوثيق!

في مجال التعليم:

في عام 1906 أسس سامي الشوا مع منصور عوض معهداً موسيقياً يعتمد الأساليب الحديثة في تعليم الموسيقى العربية ، كما أصدر كتباً لتعليم الموسيقى منها كتابٌ لتعليم العود في عام 1921 وكتابٌ آخر في النظريات الموسيقية في عام 1946 ، أسماه كتاب القواعد الفنية في الموسيقى الشرقية وثق فيه للمقامات والأوزان الموسيقية. تم نشر الكتاب في المكتبة الموسيقية عبر الانترنت على الموقع.

شارك سامي الشوا في تأسيس نادي الموسيقى الشرقي ، وأنشأ وقاد الفرقة الموسيقية لمعهد فؤاد الأول للموسيقا العربية منذ منتصف الثلاثينات من القرن العشرين ، وقام بالتدريس في المعهد المذكور.

في مجال التوثيق :

أسهم تكليف سامي الشوا  من قبل شركات الأسطوانات بإدارة التسجيلات لجميع المطربين والمطربات مع فرقته ، في توثيق التراث الغنائي ونقله لأسطوانات ، ما أنتج تسجيلات موثقة ، إذ أدارها موسيقي عارفٌ بالموسيقى وقواعدها ، أمكن اعتمادها لدراسة ذلك التراث وتعليمه.

ولما كان يدرك أن تعريف المقامات على الورق لا يشرح مسارها اللحني ،  فقد لجأ إلى توثيق هذه المقامات على أسطوانات عزفاً على الكمان ،  إذ يبدأ التسجيل بإعطاء السلم الموسيقي للمقام ثم ينفذ تقاسيم عليه لإيضاح مساره اللحني والتفرعات منه إلى مقامات أخرى!

أنشر في هذا السياق تسجيله لمقام بسنديدة وهو مقام موسيقي نادر الاستعمال وكان أنجز التسجيل في إحدى زيارتيه لأمريكا في عامي 1927 و 1933 و تم ضمه إلى مكتبة الكونغرس ، إضافة إلى تسجيلات أخرى ، لقد رغب أن توثق المقامات في تلك المكتبة العالمية لحفظها من الضياع!
يمن القول بأن الشوا استطاع في 3 دقائق فقط  أن يختصر شرحاً مطولاً ، ماكان ليفهم بالكلمات كما فُهم بالموسيقى!

للموسيقيين : يعتمد مقام بسنديدة على إبراز جنس الراست على الصول و النكريز على الدو حيث يستقر.


د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

One Response to في ذكرى رحيل أمير الكمان سامي الشوا: ولماذا لا نحتفي به موثِقاً ومعلِّماً؟

  1. د. بشير المنقل says:

    جهود مشكور