عدت يا يوم مولدي : كشفت علاقة فريد الأطرش الاستثنائية مع جمهوره وجسدت تطوراً نهائياً لدور صورة الأغنية السينمائية في معالجة أحداث الفيلم!

شعار كتاب الأغاني الثاني

أنشر اليوم ، تحليلي لأغنية ” عدت يا يوم مولدي ” من كلمات الشاعر كامل الشناوي وألحان وغناء الأستاذ فريد الأطرش ، مقتطفاً من برنامجي التلفزيوني ” حياة وفن فريد الأطرش ” وهو من أعمالي لعام 1999 ، وذلك للتأكيد على نقطة معينة ، و هي دور الصورة في إبراز دور هذه الأغنية في معالجة أحداث الفيلم الدرامية!

جاءت الأغنية في سياق فيلم ” يوم بلا غد ” الذي عُرض لأول مرة في عام 1962 ، وافتتحت محور البكائيات والإحساس بالكهولة عند الأستاذ فريد الأطرش.
تكشف هذه الأغنية ، وهي أغنية حزينة ، أولاً ، العلاقة الاستثنائية بين الأستاذ فريد وجمهوره ، إذ يتابعها ، في حفلة عامة ، بحماس منقطع النظير ، كما سنرى ، وهو ما يجعلنا نتساءل : ماذا حل بجمهور حفلات المسرح اليوم ، الذي لا تحرك مشاعره إلا الأغاني سريعة الإيقاع!

أكشف أيضاً في هذا التحليل التلفزيوني ، الدور الذي قامت به الأغنية ، في فيلم ” يوم بلا غد ” ، إذ أنها جسدت الحل ، لكامل العناصر الدرامية المتصارعة في الفيلم ، في تطوير واضح على الدور الذي قامت به أغنية يا دنيا يا غرامي ، للأستاذ عبد الوهاب ، في فيلم ” يحيا الحب ” الذي كان عُرض عام 1938 ، وكنت عرضته في تحليلٍ مماثل ، في سياق نشرات الموسوعة ، اقتطفته من برنامجي التلفزيوني ” عبد الوهاب مرآة عصره “.

كانت أغنية يا دنيا يا غرامي ، قد جسدت حدثاً يحصل في سياقها ، فيعبر اللحن ، من خلال تغيرٍ مفاجئ لأجواؤه ، عن ذلك الحدث ، فيما نجد هنا ، أن دور الأغنية قد تطور ، لتكون الحامل للحل النهائي لتصارع الأحداث ، في سياق الفيلم!

لقد جسدت الصورة المرافقة للأغنية في الفيلم الحل ، إذ نشهد زوج الأم المتوفاة ، الذي يمنع زواج البنت من فريد ، في استئثار يائس بها ، لأنها تشبه أمها التي أحبها ، وقد أدرك حقيقة عمره الذي مضى ، وهو يستمع إلى الأغنية ، فيتراجع عن ذلك الاستئثار ، ويفسح المجال أمام الحبيبين ، لبناء حياتهما المشتركة!

د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.