حياة وفن أسمهان – الفصل الأول – 4 : أميرة تعود للغناء مجبرة ..

شعار كتاب الأغاني الثاني

حياة وفن أسمهان – الفصل الأول – 3

أسمهان 2الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الأول – القسم الرابع

أميرة تعود للغناء مجبرة..


التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :


موال سوري حزين في القاهرة

تعود أسمهان  إلى القاهرة وقد نسيها الملحِّنون، بعد غياب دام ست سنوات، تُغنّي في هذه الفترة موّالاً باللهجة السورية يصف حياتها في تلك الأيام القاسية. وأعتذر مسبقاً عن نوعية التسجيل، فهو تسجيل نادر.

يقول الموّال : وجمال محمَّله.. واجراس بتعن وأيام المضت عالبال بتعنّ وحملت بضاعتي أدور تانا بيعها.. غريب وما حدا منّي اشترى.

جمال محمَّله.. واجراس بتعن أي بتئن، وأيام المضت عالبال بتعنّ يعني بتخطر، غريب وما حدا منّي اشترى.

إذاً تريد أن تُعبّر عن تشوقها إلى أيامها الماضية ، وعن أن فكرة البيع هنا .. أن بديل الأسرة..  بديل الزوج .. سيكون البحث عن المال والشهرة عبر الغناء.


(قطع إلى موال جمال محملة لـ أسمهان)

جمال محمَّلة.. وأجراس بتعن
وأيام ال مضت عالبال بتعنّ
أوف
وحملت بضاعتي وأدور ت أنا أبيعها
غريب وما حدا منّي اشترى
يا ياب أوف


 في القاهرة .. مسار صعب في عاصمة الفن والتنافس 

كان الجو الفني في القاهرة عندما عادت إليها أسمهان في عام 1938، كان جوّاً من التنافس المحموم. كانت السيدة أم كلثوم متربِّعة على قمّتها، في قمّة الغناء العربي، وهناك الأستاذ عبد الوهاب أيضاً كان متربعاً على قمّته، وكان الملحِّنون مشغولين. كان ملحِّنو السيدة أم كلثوم يعملون على تقديم الجديد، وكان الأستاذ عبد الوهاب الملحِّن، وهو الملحِّن الوحيد للأستاذ عبد الوهاب المطرب ، يسعى دائماً لإبقاء مطربه في قمة الغناء العربي، وهكذا كان الجميع مشغولاً بهذا.

هل كان هذا الواقع يتحمّل صوتاً جديداً؟ هل كان هذا الواقع يتحمّل صوتاً يقف في مكانة مقارِبة لهاتين القمّتين؟

لقد كان هذا صعباً تماماً ..  لولا أن قيّض الله لـ أسمهان مَن سيأخذ بيدها، لأنه كان في مثل وضعها، كان يبحث أيضاً عن أن يكون في مكانة متميّزة في عالم الغناء العربي، ولكنه لن يأخذ بيدها فقط لأنه في مثل وضعها، ولكن لأنه أيضاً كان شقيقها. من هو؟ إنه الأستاذ فريد الأطرش.

الأستاذ فريد الأطرش كان عازفاً بارعاً على آلة العود، كان يغنّي من ألحانه ومن ألحان الآخرين، ولكن صفته الأساس كانت طموحه الكبير. كان الأستاذ فريد الأطرش طموحاً، كان يريد أن يقف في مكانة مقاربة لمكانة الأستاذ محمد عبد الوهاب ، وعندما أتت أسمهان وجد فيها الرفيق، وجد أنه أيضاً عبر صوتها سيستطيع أن ينافس الأستاذ محمد عبد الوهاب في ألحانه، ولكنه قد يتوصل إلى أن يوصلها هي لتصبح في مكانة منافسة للسيدة أم كلثوم.

من أجل ذلك قدّم لها مونولوج نويت أداري آلامي من ألحانه لكي تغنّيه. لماذا اختار هذا المونولوج؟  لأنه رأى أنه يعبِّر عن واقع حياتها تماماً. فعلاً إن أرادت أن تعيش وتغنّي، عليها أن تُخفي آلامها وتعاستها، عليها أن تُظهِر السعادة والسرور، وهكذا، وضمن هذا الأسلوب، وفي ما سيأتي من حلقات، سنتابع حياة أسمهان عبر تتبُّع كلمات أغانيها، الألحان التي غنّتها… ولكن … الأسلوب التعبيري الذي أدّت عبره تلك الأغاني، لأننا سنكتشف عبر ذلك، وعبر تعبيرها، مدى مساس هذه المعاني بعواطفها الدفينة.

طبعاً نقف الآن لنتساءل: كيف أخذ الأستاذ فريد الأطرش بيد أخته أسمهان لكي تحقّق ما حقّقت من وصولها إلى قمة منافسة للسيدة أم كلثوم ؟ هذا ما سنتركه للحلقة القادمة. أما الآن فأودعكم مع شارة البرنامج التي ستحمل إليكم إذاً مونولوج نويت أداري آلامي الذي قدَّم أسمهان لأول مرة في القاهرة للجو الفنّي في عام 1938.

(قطع إلى شارة البرنامج ومونولوج نويت أداري آلامي لـ أسمهان)

نويت أداري آلامي.. واخبّي دمعي ونحيبي
واحكي شجوني وغرامي.. لحالي ولطيف حبيبي

د. سعد الله آغا القلعة

يتبع : الكتاب المسموع حياة وفن أسمهان – الفصل الثاني – 1 : صوت ساحر حزين يعود إلى القاهرة فيشعل التنافس بين الملحنين

الفهرس العام لمجلد أسمهان الإلكتروني

Tagged , , , . Bookmark the permalink.

Comments are closed.