أبو الفرج الأصفهاني

شعار كتاب الأغاني الثاني

كتاب الأغاني 1ولد أبو الفرج علي بن الحسين القرشي الأصفهاني في أصفهان في عام 897 م. أيام خلافة المعتضد بالله .
يرجع نسبه إلى بني أمية ، وجده مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية . عاش في بغداد ، فأصبح من أعيان أدبائها، وأهم مصنفيها.
حفظ الشعر والأغاني والأخبار والخرافات والمغازي والسير ونتفاً من الطب وعلم النجوم والاشربة ، وروى عن علماء كثيرين يطول تعدادهم، وسمع من جماعة لا يحصون ، وله شعر يجمع إتقان العلماء وإبداع الشعراء.
كانت لابي الفرج في العصر البويهي مكانه اجتماعية عالية في منتديات بغداد الادبية ومجالسها ، عمل كاتبا لركن الدولة ، ثم نال حظوة لدى ابن هارون الملهبي وزير معز الدولة البويهي، فكان الاصفهاني من ندمائه واقرب رجال الحاشية له ، و يعتقد أنه جمع كتاب ” الأغاني ” ، تلبية لطلب الوزير ، في خمسين سنة، وحمله لدى انتهائه إلى سيف الدولة بن حمدان في حلب ، فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه.
وحكي عن الصاحب بن عباد في الأندلس أنه كان في أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملاً من كتب الأدب ليطالعها، فلما وصل إليه كتاب الأغاني لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه. وضع الاصفهاني كتاب الأغاني بغية توثيق الأصوات المائة المختارة من اغاني الاقدمين،التي كان هارون الرشيد قد طلب توثيقها من ثلاثة من أشهر المغنين في عصره، فاختاروها له،كما أضاف الأصفهاني عليها أغان أخرى ليست من تلك الاصوات المائة.
ضم الكتاب أيضاً ترجمة الأعلام الذين وضعوا شعر الصوت أو لحنه أو استمعوا إلى أدائه غناءً ، من ملوك ووزراء ومغنين وشعراء ، فكان لهذا جامعاً لسير أهم مشاهير الجاهلية والإسلام .
جرى في تقسيم كتابه على نحو من سبقه من المؤلفين فلم يكن الزمن أساس ترتيبه ، ولا الأسماء مرتبة ترتيباً ابجدياً، ولا العناوين مفهرسة حسب الموضوعات ، وانماكان أساس ترتيبه الأصوات وتسلسل ورودها في عملية التوثيق ،مبتدئاً بالأصوات الثلاثة الأولى وما تلاها ، فيبين الصوت ،وشعره ، وأساس لحنه وإيقاعه ، وحياة من وضعه شعراً ولحناً . أدت هذه الطريقة الى تجزئة توثيق حياة كثير من الشعراء والمغنين ،مع تكرار علاقتهم بالصوت الموثق ، مما تطلب لأي باحث أن يعود إلى مواضع عديدة في الكتاب لتتبع سيرة حياة شاعر أو مغن. توفي ابو الفرج الاصفهاني في تشرين الثاني – نوفمبر عام 967 في بغداد ، مخلفاً عدداً كبيراً من التصانيف والكتب ، كان من أشهرها كتاب الاغاني ، الذي يعتبر من أجل الموسوعات الادبية واعظمها غنى وثروة وقيمة.

د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.