سألني : ما رأيك في قيام محمد عبد الوهاب باقتباس لحنه لمقدمة نبتدي منين الحكاية لعبد الحليم حافظ بالكامل من أغنية يونانية، ما يمكن عده سرقة موصوفة؟
قلتُ : الأمانة العلمية تتطلب التدقيق فلأدقق!
أعطاني رابط الأغنية اليونانية .. قلتُ : تعال نستعرضها أولاً ، ومن ثم لنتابع أغنية نبتدي منين الحكاية..
أولاً: الأغنية اليونانية التي أتت تحت اسم Τα-Μαύρα-Μάτια-Σου
وثانياً : أغنية نبتدي منين الحكاية
المفاجئ كان بأن التطابق تام على كامل اللحن ، في الأغنيتين ، ولا يمكن تصنيفه تحت باب الاقتباس!
قلتُ لصاحب السؤال: لاشك في أن سمعة عبد الوهاب في هذا المجال تنحو بنا لنعتقد بأنه هو من أخذ لحن الأغنية اليونانية وإلى هذا ذهبتَ.. ولكن .. هذه أغنية يونانية ، و لاشك في أن ملحنها موثق في قواعد المعلومات الخاصة بالأغاني في العالم ، فلنبحث ونتأكد فهكذا المسؤولية العلمية تقتضي.
نظرتُ أولاً في تاريخ نشر أغنية نبتدي منين الحكاية ، حسب قاعدة بيانات الأغاني في العالم، فكان ذلك في عام 1975.
نظرتُ ثانياً في تاريخ نشر أغنية Ta mavra matia su اليونانية، فكان ذلك في عام 1978.
إذاً المؤشرات تدل على أن لحن عبد الوهاب أسبق!
وهنا كان لابد من الإجابة عن السؤال : من لحن الأغنية اليونانية؟
بعد البحث بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر الانترنت كانت الإجابة:
The song “Ta Mavra Matia Sou” (Greek: Τα μαύρα μάτια σου) was composed by Manolis Angelopoulos. He was a Greek singer of Gypsy origin, known for his love songs and songs about Greek refugees and exotic places. The melody of “Ta Mavra Matia Sou” is based on a tune by the Egyptian composer Mohammed Abdel Wahab.
نعم .. تبين أن محمد عبد الوهاب هو صاحب لحن الأغنية اليونانية! ومع ذلك. لم أشأ الارتكان إلى ما يقوله الذكاء الاصطناعي، فتابعت البحث بنفسي عبر الانترنت ، فوجدت التالي:
وبتكبير الصورة:
نعم .. اللحن لعبد الوهاب والمغني اليوناني بنى أغنيته على لحن عبد الوهاب!.. ولاشك في أن ذلك أتى بعد موافقة عبد الوهاب ، وبعد وفاة عبد الحليم في عام 1977.
في كثير من الأحوال تقتضي الأمانة العلمية ألا نتسرع في الأحكام وأن ندقق ونبحث!
ذكرتني هذه الحادثة بحادثة مماثلة حصلت قبل خمسين عاماً من ذلك التاريخ، ولهذا حديث آخر!