في ذكرى رحيل وردة الجزائرية: عندما أطلقت دمشق شرارة مسيرتها الفنية!

شعار كتاب الأغاني الثاني

تحل غداً ذكرى رحيل وردة الجزائرية ، واحتفاءً بهذه المناسبة ، أتوقف عند انطلاق مسيرتها نحو الأضواء والشهرة ، في شباط / فبراير 1960 ، والتي كانت من سورية!

كانت وردة قد ولدت في فرنسا عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية. مارست الغناء وهي صغيرة في مسرح والدها في فرنسا ، وكانت تقدم أشهر أغاني الفنانين الكبار مثل أم كلثوم وأسمهان ، كما قامت بتسجيل بعض الأسطوانات ، ومن ذلك تسجيلها أغنية يا ظالمني للسيدة أم كلثوم عام 1956 ، كما غنت ضمن جولات فنية في تونس والمغرب والجزائر ودول أخرى ، دون أن تسهم تلك الجولات في وضعها في دائرة الضوء في القاهرة ، عاصمة الإنتاج الغنائي العربي في تلك الفترة. عندما أقفل مسرح والدها في عام 1957 سافرت مع والدتها إلى لبنان.


في لبنان ، تعرفت على الملحن السوري محمد محسن ، فلحن لها عدة أغنيات لصالح إذاعة دمشق ، ومنها أغنية دق الحبيب دقة التي شاعت في سورية وانتشرت.


في احتفالات عيد الوحدة لعام 1960 ، و التي كانت ستقام في حلب ودمشق ، أقرت إدارة الإذاعة في دمشق مشاركة وردة الجزائرية في الاحتفالات ، وأن يكون ذلك عبر أغنية أنا من الجزائر ، من كلمات ميشيل طعمة وألحان محمد محسن ، فغنتها أولاً في حفل حلب في 20 شباط / فبراير  1960 ، ثم في دمشق في 22 شباط فبراير 1960 ، حيث قدمها المخرج المعروف محمد سلمان.


كانت الحفلات تذاع عبر أثير إذاعة دمشق ، فلفتت مشاركة وردة الأسماع في القاهرة وفي دمشق ، وخاصة أن الأغنية كانت تشير بوضوح إلى أنها من الجزائر.

في سياق أقدم ، و في 9 كانون الثاني / يناير عام 1960 ، أي قبل شهر ونصف من احتفالات عيد الوحدة ، كان الحفل الذي أقيم احتفاءً بوضع حجر الأساس للسد العالي قد تضمن عرض نشيد الوطن الأكبر ، من كلمات أحمد شفيق كامل  ، وألحان محمد عبد الوهاب ، لأول مرة . شارك في تقديم النشيد كل من عبد الحليم حافظ، وصباح، وهدى سلطان، وشادية، ونجاة الصغيرة.

تسجيل نشيد الوطن الأكبر كما قدم في احتفالات السد العالي

بعد أن لفتت مشاركة وردة القادمة من الجزائر في حفل دمشق الأسماع ، سرعان ما ولدت فكرة إعادة تقديم النشيد بمشاركتها ، إذ كان الفنانون المشاركون في التقديم الأول لنشيد يتغنى بالوطن الأكبر ، أي العالم العربي ، يمثلون مصر ( عبد الحليم حافظ – هدى سلطان – شادية ) وسورية ( نجاة الصغيرة ) ولبنان ( صباح ) فقط ، فيما كانت الجمهورية العربية المتحدة تدعم ثوار الجزائر ، وهكذا استقدمت وردة إلى القاهرة على جناح السرعة ، ليسجل النشيد هذه المرة سينمائياً ، ويذاع بعد إضافة مشهد خاص لها ، مع استبعاد هدى سلطان ، لأسباب لعلها إنتاجية ،  وإضافة فايدة كامل ، ليكتمل عقد الوطن الأكبر..


وضع نشيد الوطن الأكبر وردة الجزائرية في مركز الأضواء في القاهرة ، فكانت سورية ، نقطة انطلاق مسيرة فنية ناجحة ، بدأت من حلب ،  فدمشق ، فالقاهرة!

د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

4 Responses to في ذكرى رحيل وردة الجزائرية: عندما أطلقت دمشق شرارة مسيرتها الفنية!

  1. د محمد فتحى ابو السعود says:

    استاذ سعد بلاشك حضرتك علامة فى مجالك لا احد يستطيع ان يزايد عليك وكان لحضرتك برنامج تليفزيونى قديم عن تاريخ الموسيقى كنت باتابعه ولكن حقيقى كنت حضرتك كنت بتستطرد وتستطرد لدرجة انى كنت بفقد تركيزى تماما وانسى احنا كنا فين مع المفروض البرامج دى لغير المتحصصين او الهواة او محبى الفن عموما واعتقد ان سعادتك استدركت موضوع الاستدراك دة فى المقالات دى فقد اتت بما قل ودل معلش الكلمة دى عندى لحضرتك من زمان مع خالص تقديرى وتحياتى لشخصك الكريم

  2. Yasser58 says:

    سيرة حياة غنيه ومسيره فنيه مميزه

  3. فراس محمد فهمي أبونقره says:

    أود الحصول على كلمات أغاني و عتاباتالأميرة علياء المنذر

  4. aghawebmaster says:

    أشكرك على الملاحظة.. الاستطراد أسلوب معتمد في الأدبيات العربية ولك أن تراجع كتب مثل ألف ليلة وليلة والعقد الفربد وغيرها.. وهو نوع من التوازي في المعلومات في إطار متسلسل.. طبعاً في برنامجي التلفزيوني الأخير ( نحو نهضة موسيقية عربية جديدة ) ومقالاتي متعددة الوسائط تأقلمتُ مع الأسلوب الشائع ..