لماذا وكيف وظَّف رياض السنباطي مقاماً موسيقياً نادر الاستعمال للتعبير عن مضمون أحد أبيات مديح نبوي؟

سبق لي ، في بحثي حول تموج الألحان للتعبير عن المعاني في أغاني فيروز والأخوين رحباني ، أن قلت بأن أحد أشكال ذلك التموج هو توظيف المقامات الموسيقية لتعبر أيضاً

في ذكرى المصالحة بين أم كلثوم وزكريا أحمد : أغنية هو صحيح الهوى غلّاب عبَّرت نصاً ولحناً وأداءً عن الأسف على ضياع 12 عاماً من الإبداع إلى غير رجعة بسبب خلافٍ حول الحقوق الفكرية!

  أتوقف اليوم عند أغنية هو صحيح الهوى غلّاب ، التي جاءت كنتيجة للمصالحة التي تمت في يوم 25 كانون الثاني / يناير 1960 ، بين أم كلثوم وزكريا أحمد

كتاب الشيخ علي الدرويش حياته وأعماله لمصطفى الدرويش : توثيقٌ مختصر لمسيرة غنية بالبحث و التأليف والتلحين والتدريس والتوثيق والترحال على مدى ثلاثين عاماً بين حلب و دمشق و القاهرة والقدس وتونس وبغداد واستامبول! – نسخة رقمية

أحتفي اليوم بذكرى رحيل الشيخ علي الدرويش الموسيقي و الباحث السوري الذي أرسى دعائم أصول التدريس والبحث والتوثيق في الموسيقى العربية فأنشر في المكتبة الموسيقية عبر الانترنت ومن مكتبتي الموسيقية

كتاب الموسيقى تأليف جبران خليل جبران: نصٌ جميلٌ يستكشف تأثير الموسيقى في النفس البشرية و يبرز وظيفتها في المجتمع في تباين واضح مع نص ابن خلدون في مقدمته الشهيرة! – نسخة رقمية

قبل أيام نشرتُ في المكتبة الموسيقية عبر الانترنت نص فصل الموسيقى في مقدمة ابن خلدون. أنشر اليوم نصاً يعالج الموضوع ذاته في صيغة مختلفة ، إنه كتاب الموسيقى تأليف جبران

قصيدة حامل الهوى تعبُ للشيخ يوسف المنيلاوي: رؤية مختلفة عن رؤية الأخوين رحباني رجَّحت البكاء والألم!

أتابع اليوم ، كما سبق و وعدتُ ، بالتوقف عند قصيدة : حامل الهوى تعبُ لأبي نواس ، التي كنا وجدنا أنها جاءت في نصٍ حمّالٍ لأوجه متعددة

مقام الصبا – 5 : الصيغة الكوميدية لمقام الصبا في أغنية الدولاب لفريد الأطرش!

أختتم اليوم سلسلة النشرات التي توقفت فيها ، من خلال نماذج عديدة ، عند مقام الصبا وتدرجات أجوائه ، لأعرض لعمل غنائي للأستاذ فريد الأطرش ، هو أغنية الدولاب ،

مقام الصبا – 4 : أغنية زينة لفريد الأطرش وشادية تجسد مقام الصبا في صيغته الفرحة!

حان الوقت الآن ، وبعد عدة نشرات توقفت فيها عند مقام الصبا ، أولاً: بوجهه الحزين الخالص ، حيث شرحتُ الأسلوب ، الذي يمكن عبره توليد أجواء الألم والحزن ، لدى البناء على هذا المقام ، من خلال عزف لي على القانون ، بني على مقام الصبا ، ثم من خلال قصيدة للسيدة أم كلثوم ، هي قصيدة قالوا أحب القس سلامة ، من ألحان رياض السنباطي ، وثانياً : بوجهه الذي تداخله ملامح السعادة ، في لحن الشيخ أحمد أبو خليل القباني : يا مسعدك صبحية مع طلعة الفجرية ، حيث استطاع الشيخ القباني ، في سعيه للتعبير عن عواطف النص المتداخلة ، أن يولِّد لدى المستمع شعوراً غريباً ، يدمج الوجه الحزين لمقام الصبا ، مع الوجه السعيد للإيقاع الحيوي!

مقام الصبا – 3 : عندما عبَّر الشيخ أبو خليل القباني في لحن يا مسعدك صبحية بالإيقاع والمقام عن السعادة و الحزن في آن!

على مدى نشراتٍ ثلاث ، توقفت عند مقام الصبا ، ووجهه الحزين ، في محاولة لشرح الأسلوب ، الذي من خلاله ، يمكن توليد أجواء الألم والحزن ، لدى البناء على هذا المقام ، وذلك من خلال عوامل محددة ، أهمها بطء اللحن ، أو أن يكون مرسلاً بدون إيقاع ، مع البدء بإبراز أصوات محددة في سلم مقام الصبا الموسيقي ، تُنفذ بتتالٍ محدد ، يتم من خلالها إبراز الصوت الرابع في سلمه الموسيقي ، وهو درجة الصول بيمول ، المميز لمقام الصبا، حيث سرعان ما تشيع أجواء الحزن!
وكنت أبرزت هذا أولاً ، من خلال عزف لي على القانون ، بني على مقام الصبا ، ثم من خلال قصيدة للسيدة أم كلثوم ، هي قصيدة قالوا أحب القس سلامة ، من ألحان رياض السنباطي.

مقام الصبا – 2 : أجواء مقام الصبا الحزين تُولّدُ في قصيدة أحب القس سلّامة عبر بطء و استرسال اللحن المبني في انطلاقه على تتالٍ محدد من الأصوات الموسيقية

أشرتُ في نشرة سابقة ، في سياق عدة نشرات أركز فيها على مقام الصبا ، الذي عُرف بملاءمته لأجواء الحزن والألم ، أن الأمر يتعلق بعوامل محددة ، يستلزم الأمر

مقام الصبا – 1 : فضاءات حزينة في أجواء مقام الصبا يولِّدها سعد الله آغا القلعة على القانون 

أشرتُ في نشرتي حول حوارية آن الأوان ، إلى أنني سأركز ، على مدى نشرات متتالية ، على مقام الصبا ، الذي اختاره سيد درويش ، للتعبير عن الحزن ،

حوارية آن الأوان في تسجيل سمعي بصري نادر تكشف جانباً إبداعياً خفياً عند سيد درويش وتخالف الإجماع السائد!

تجمع أدبيات الموسيقى العربية ، على أن مونولوج « والله تستاهل يا قلبي »، لسيد درويش ، في مسرحيته « راحت عليك »، شهد ولادة العناصر الرومنسية في الغناء العربي ، التي تم تأسيسها لاحقاً من قبل القصبجي في قالب محدد هو ، كما أسلفتُ : المونولوج الرومنسي.
المشكلة في أن الإجماع كثيراً ما يبنى على مقولة أولى ، يعتمدها الآخرون لاحقاً ، دون تمحيص ، فتحقق الإجماع.
في نشرة اليوم أخالف تماماً هذا الإجماع ، وإليكم السبب:

موشح العناية صدف : عندما تطرح الموشحات الأسئلة الكبرى في الحياة ..؟؟

كثيراً ما يُعاب على الموشحات ، و على الغناء القديم عموماُ ، أنه ركَّز على الغزل والعواطف ومشاعر الحب ، ولم يتعرض لمواضيعَ أخرى ، تعالج هموم الإنسان ، أو

أغنية عبد الغني السيد الشهيرة ع الحلوة والمرّة بصوت نجاة : عندما أعادت الصبية الصغيرة تقديم أغنيات اشتهرت بأصوات أخرى ، بقوة القانون!

أشرتُ في نشرة البارحة ، إلى أن السيدة نجاة الصغيرة ، وبتشجيع من أسرتها الفنية ، غنت لأول مرة في حفلة عام 1942 ، وكان عمرها 4 سنوات ، ثم غنت لأول مرة في حفلة عامة عام 1946 ، و ظهرت في السينما لأول مرة ، وعمرها تسع سنوات ، و نشرت المجلات صورها الملونة على أغلفتها ، وهي بعد صبية صغيرة ، وكان من الطبيعي أن تحقق هذه الشهرة ، عبر تقديم أغنيات ، كانت لُحنت لغيرها ، ومنها أغنيات للسيدة أم كلثوم ، كانت تقدمها في الحفلات ، دون أن تعتمدها الإذاعة ، أو تُقدم في السينما ، لأنها اعتبرت من حقوق المغنين ، الذين سبق وقاموا بأدائها.

أسمهان – عاهدني يا قلبي – 1932

المغني : أسمهان الشاعر : محمود علي اسماعيل الملحن : زكريا أحمد المقام : الصبا القالب : الطقطوقة أداة النشر : الأسطوانة السنة : 1932