• هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading

نشيد دقت طبول الحرب : عندما شرح بيرم التونسي أسباب التحدي بينه وبين سيد درويش الذي ولَّد أربعين ثانية من الغناء دخلت التاريخ!

أتوقف اليوم عند أربعين ثانية من الغناء ، أرى أنها دخلت تاريخ الموسيقى العربية من أوسع أبوابه ، إنها نشيد دقت طبـول الحرب ، الذي حمل أول تجربة بوليفونية في

مطرب حلب أحمد الفقش في قصيدة عش أنت عام 1928: اكتشف شعر بشارة الخوري قبل محمد عبد الوهاب بسنوات!

في مقال نشرتُه سابقاً ، تحدثت عن قصيدة يا نسيم الدجى ، التي غنتها السيدة فيروز ، في حفل مبايعة الأخطل الصغير بشارة الخوري ، أميراً للشعراء . كنت تساءلت في

أمير البزق محمد عبد الكريم : تصويرٌ مذهل لرقصة الشيطان

منذ بدايات القرن العشرين ، سعى كبار الموسيقيين المبدعين ، للخروج من دور مرافقة المطرب ، والتمهيد للغناء ، باتجاه عالم النجومية الشخصية ، من خلال إدماج التعبير في عزفهم ،

أسمع البلبل لأسمهان : قدرات غير مسبوقة لطفلة تخطو خطواتها الأولى في عالم الغناء!

في عام 1932 غنت أسمهان ، وهي بعد في الرابعة عشرة من عمرها ، في سياق مجموعة أسطوانات ، سجلتها لصالح شركة كولومبيا ، و من ألحان محمد القصبجي،  وكلمات

القصيدة التي واجهت بها فيروز الجمهور بمفردها لأول مرة في حياتها : عنفوان ..

في الثلاثين من نيسان 1952 ، سجلت السيدة فيروز لصالح إذاعة دمشق ، وكانت صبية عمرها 16 سنة ، من ألحان الأخوين رحباني ، قصيدة ” عنفوان ” لشاعر سورية

يا دنيا يا غرامي لمحمد عبد الوهاب : أغنية مفصلية في تاريخ الفيلم الغنائي العربي ، عبرت في خلاياها عن صحوة مفاجئة ، من حلم جميل ، حرَّضتها نقرات القانون!

من أهم الأمثلة على توظيف الآلات الموسيقية للتعبير عن المعاني ، ما حملته لنا أغنية ” يا دنيا يا غرامي ” لمحمد عبد الوهاب ، التي وردت في سياق فيلم

بوح الروح : تعبيرٌ على القانون لسعد الله آغا القلعة عن المشاعر الإنسانية المركبة التي ولَّدها القرن الحادي والعشرون بتقنياته وآماله الضاغطة باتجاه تنافس محموم لا ينتهي!

أعتقد أن إنسان القرن الحادي والعشرين ضائع اليوم.. التقانات الحديثة أغرقته بتسارعها المذهل.. وضغط العمل والتنافس ، جعل الروح تغيب في أعماق الجسد.. إيقاع الحياة أصبح سريعاً وضاغطاً.. لم يعد يتمتع

اسكتش الضيعة والمدينة لوديع الصافي وصباح – كامل : عندما تروي الأغاني تاريخ المنطقة! 

أنشر اليوم اسكتش الضيعة والمدينة كاملاً ، وهو لوديع الصافي وصباح ، وقد ورد في سياق فيلم ” انت عمري ” ، من أعمال عام 1964 . لمتابعة أفضل لهذا

سلام الله على الأغنام : عندما طرقت أم كلثوم أبواب المسرح الغنائي سينمائياً .. ولم تعد!

في منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، كانت السينما قد غيَّبت المسرح الغنائي ، الذي كان شهد نجاحاً كبيراً ، منذ أن أرسى دعائمه ، في نهايات القرن التاسع عشر

ماري جبران في أغنية يا زمان : صوتٌ قادر يُخرج المطربَ – الملحنَ المعروف عن ثوبه التلحيني!

في بداية الخمسينات غنت ماري جبران لصالح إذاعة دمشق أغنية : يا زمان ، من كلمات عزت الحصري ، و ألحان المطرب والملحن المعروف نجيب السراج ، لتأتي الأغنية ،

حمّلتنا يا هوانا لزكية حمدان : مظاهر تجديد الغناء العربي في تداخل الشرق والغرب تبرز في الشام أيضاً !

كانت مظاهر التجديد ، في الموسيقى العربية ، خفية على المتابع العادي ، بُعيدَ الحرب العالمية الأولى ، لا يعرفها إلا المتابعون للتفاصيل اللحنية ، لتبدأ تلك المظاهر بالوصول  إلى

موشح موشح جادك الغيث إذا الغيث همى بصوت صباح فخري وألحان مجدي العقيلي:أبياتٌ لاءمت قالب موشحات حلب التلحيني من نص كتب لدفع تهمة أدت إلى مقتل الشاعر!

أقدم اليوم دراستي لموشح ” جادك الغيث إذا الغيث همى ” ، في إطار مشروع ” موسوعة كتاب الأغاني الثاني ” كنموذج للدراسات الخاصة بالموشحات ، سواء من باب حسن

موال هات يا زمان لفريد الأطرش : عندما حوَّل فريد الموال ليصبح عملاً ملحناً بالكامل واستطاع التعبير عن التناقض بين الضياع والأمل في ثوان وصوَّر واقعَنا اليوم!

أتوقف اليوم ، عند موال هات يازمان ، الذي استكمل فيه الأستاذ فريد الأطرش ، التغيرات التي طرأت على الموال ، إذ حوَّله إلى أغنية ملحنة تماماً ، كما سنرى

موال في البحر لم فتُّكم لمحمد عبد الوهاب : عندما تحول الموال من الارتجال إلى التلحين!

كنت توقفتُ على مدى نشرتين سابقتين عند الموال ، في شكله الارتجالي السائد في حلب ، من خلال تسجيلين للمطرب الراحل محمد خيري . عرَّفتُ بالموال ، وشرحتُ باختصار أشكاله الشعرية ، مؤكداً أن أداءه كان يعتمد على الارتجال ، وعلى صوت المطرب ، وامتداد مساحته ، و على تمكن المطرب من المقامات الموسيقية ، والتنقل في مسالكها، كما أشرتُ إلى أن أغراض الموال توزعت ، بين الغزل ، والبوح ، والعتاب ، والتعبير عن حال المحب ، و المدح ، والفخر ، والحنين ، وصولاً إلى إسداء النصيحة ، وطلب التوبة ، والوصف ، والهجاء ، واستخلاص الحكمة. 

موال يا معشر الناس لمحمد خيري : عندما ينقل الموال حِكَمَ الحياة دون أن يتمكن من إقناع قائله بها!

كنت توقفت البارحة مع الموال ، في شكله الارتجالي السائد في حلب ، فعرَّفته ، وشرحت باختصار أشكاله الشعرية ، كما عرَّفت بالمطرب الراحل محمد خيري ، الذي أدى تسجيل الموال المرافق للمقال . أكدت حينها على أن أداء الموال يعتمد على الارتجال ، وعلى صوت المطرب ، وامتداد مساحته ، و على تمكن المطرب من المقامات الموسيقية ، والتنقل في مسالكها.

موال خلاً سقاني كاسات الصبر راحات لمحمد خيري : الموال في شكله الارتجالي ، قبل يتحول إلى عملٍ محضَّرٍ مسبقاً!

بعد أن مررنا في النشرة السابقة ، على عمل غنائي ، من ألحان مدحت عاصم ، حفل بإيقاع البوليرو ، و بالانتقالات الصوتية وفق الأساليب الغربية ، وعبّر عن واقع حال الشاعر ابراهيم ناجي ، في ألمه وحزنه ، بصوت محرم فؤاد ، وهو قصيدة الناي المحترق ، فقد رأيت أن أذهب إلى أسلوب غنائي بعيد تماماً ، وإن كان يعبر غالباً عن معانٍ مماثلة ، في الحزن والألم ، وهو الموال ،

بكرة السفر لأم كلثوم : لحنٌ للشيخ زكريا أحمد حفل بالتطريب وبالتعبير في آن ، وركَّز على منطقة الأصوات العالية ، واستطاع تشكيل مذهبٍ كامل للأغنية من كلمتين فقط!

أشرتُ في النشرة السابقة ، إلى حالاتٍ كرر فيها الملحن كلماتٍ في النص ، لغايات تعبيرية ، يؤكد فيها على المعنى ، ومنها أغنية ” اسمعني لما أغني ” ، التي عرضت لها في نشرة البارحة ، من ألحان فريد الأطرش لنور الهدى ، وكلمات عبد العزيز سلام.
أتوقف اليوم عند حالة أكثر وضوحاً ، اعتمدت التصرف في النص بالتكرار ، حتى الإمكانية القصوى ، لغايات تعبيرية أيضاً ، و لكن في أغنية للسيدة أم كلثوم هذه المرة : بكرة السفر ، من كلمات أحمد رامي ، و ألحان الشيخ زكريا أحمد ، وقد وردت في سياق فيلم دنانير عام 1939 .

اسمعني لما أغني لنور الهدى : عندما كرر فريد الأطرش كلمات في النص لغايات تعبيرية ، واستحضر طيف شقيقته أسمهان ، بعد مرور سنتين على وفاتها!

أتوقف اعتباراً من اليوم ، ونحن لا نزال في سياق البحث في العلاقة بين نبض الجملة اللحنية و النص المغنى ، وفي نشرتين متتاليتين ، عند أغنيتين تدخَّل فيهما الملحن ، لتكرار كلمات في النص ، لتحقيق نبض في الجملة اللحنية ، يكسبها غايات تعبيرية.

أغنية فين الحبيب بصوت نور الهدى وألحان محمد القصبجي: عندما يحدد الملحن الجو العام للّحن بناء على كلمة!

علق بعض متابعي الصفحة ، على نشرة البارحة ، التي تضمنت لحنَ خالد الشيخ الحيوي ، لأغنية يا معلق ، مع توقفٍ عند لحن كلمة طار ، المعبر في تصاعده عن فعل الحركة ، فمنهم من قارن اللحن الحيوي للأغنية ، مع اللحن التراثي الأصلي ، والذي كان جاء هادئاً ، مفضلاً ذلك المسار الهادئ ، ومنهم من تساءل ، هل من الضروري أن تأتي ألحان كلمة طار جميعها ، متصاعدة؟
سأتوقف اليوم ، وعلى مدى يومين قادمين ، عند التعليقات الأولى ، حول حيوية لحن ما أو هدوئه ، على أن أعود للتساؤلات الأخرى ، حول تلحين فعل الطيران لاحقاً .

يارب سبَّح بحمدك كل شيء حيّْ لنور الهدى: عندما عبَّر بيرم التونسي عن نظرته إلى الحياة في مسارها وختامها!

أنشر اليوم  أغنيةً ذات طابع ديني ، تحملها إلينا المطربة الكبيرة نور الهدى ، التي اختزنت أصول الغناء الشرقي ، وامتازت بصوتٍ قادر صدّاح ، أجده مزيجاً من أصواتٍ عديدة

موشح العذارى المائسات : الشيخ عمر البطش يضيف على موشحات سيد درويش لكي تنسجم مع القالب اللحني للموشحات في حلب!

في إحدى حلقات برنامج العرب والموسيقى ، الذي كنت أقدمه في الثمانينات ، على شاشة التلفزيون العربي السوري ، وكانت عن الوشاح السوري الكبير الشيخ عمر البطش ، استضفت باقة

سامي الشوا أمير الكمان في دور كادني الهوى : عندما تؤدي الأوتار أصعب قوالب الغناء!

أسلط الضوء في المقال التالي ، على نجومية أمير الكمان سامي الشوا غير المسبوقة ، في عالمٍ عربيٍ سيطرت فيه نجومية المغنين ، تلك النجومية التي سمحت له مبكراً ، أن يسجل أسطواناتٍ ، يقدم فيها عزفاً على آلة الكمان لأدوارٍ كاملة ، درج الناس على الاستماع إليها غناءً من كبار المطربين .. وتجد شركات الأسطوانات أن لها سوقاً كبيرة تسمح بإنتاجها ..!

أعرابي في الصحراء لأمير الكمان سامي الشوّا : التعبير عن أجواء الصحراء .. بهدوئها و صخبها!

عمل موسيقي هام لأمير الكمان سامي الشوا ، يأتي في سياق مساعي الموسيقيين في النصف الأول من القرن العشرين لإثبات الذات ، وتحقيق نجمومية خاصة ، تبعدهم عن الدور التقليدي

موشح قلتُ لما غاب عني : كثافة التعبير عن التضاد بين آلام انحسار البصر وآمال استمرار التطوير في ختامات الحياة!

في إحدى حلقات برنامج العرب والموسيقى ، الذي كنت أقدمه في الثمانينات ، على شاشة التلفزيون العربي السوري ، وكانت عن الوشاح السوري الكبير الشيخ عمر البطش ، استضفت باقة

النسخ الثلاث لأغنية يا حبيبي تعال الحقني من أنطونيو ماشين إلى ماري كويني إلى أسمهان!

كتب إلي العديد من المشتركين في موسوعة كتاب الأغاني الثاني و من المتابعين لصفحتي على موقع فيس بوك للاستفسار عن ملف فيديو يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي على أنه

في موشح داعي الهوى قد صاح خرج الشيخ عمر البطش بالموشحات المغناة من قيد الكلمات نحو فضاء الألحان الساحرة!

أنشر اليوم ، من ألحان شيخ الوشاحين في سورية والعالم العربي الشيخ عمر البطش ، هذا الفيديو النادر ، الذي كان سجله الأخ الأستاذ صباح فخري لصالح برنامجي التلفزيوني ”

موشح العناية صدف : عندما تطرح الموشحات الأسئلة الكبرى في الحياة ..؟؟

كثيراً ما يُعاب على الموشحات ، و على الغناء القديم عموماُ ، أنه ركَّز على الغزل والعواطف ومشاعر الحب ، ولم يتعرض لمواضيعَ أخرى ، تعالج هموم الإنسان ، أو

قصيدة العبرة لصباح فخري : التعبير في اللحن والأداء عن ومضة وجدانية توقف عندها الزمن!

أتوقف اليوم عند قصيدة العبرة ، التي غناها الأستاذ صباح ، من كلمات الشاعر حسام الدين الخطيب ، و الملحن الكبير بكري كردي ، في الستينات من القرن الماضي. تروي

موشح باسمٌ عن لآل لصباح فخري : أكمل وصلة موشحات انتظرَتْه عشرين عاماً وعبَّر عن نيل الأرب بذروة لحنية حملتها لفظةٌ من خارج النص!

في عام 1955 ، أصدر الدكتور فؤاد رجائي آغا القلعة ، كتابه الشهير من كنوزنا. تضمن الكتاب ، بحثاً هاماً في فن الموشحات وبنائها ، كما تضمن ، في تعاون

موشح نبه الندمان صاحِ بصوت الأستاذ صباح فخري : عندما يلعب الإيقاع و الآهات دور التعبير عن معاني النص البهيجة!

أتوقف بين وقت وآخر ، عند مكامن التعبير في ألحان الموشحات ، التي كثيراً ما شاع أنها تتجه أساساً للتطريب ، ولا تلقي للتعبير عن المعاني أي وزن.
كان هذا عندما أبرزتُ ، مثلاً ، دور التغني بلفظة أمان ، في التعبير عن المعاني ، في الموشح الأشهر : لما بدا يتثنى ، وهو منشور على هذه الصفحة ، إضافة إلى حالات أخرى سابقة ، وها أنا أتابع في السياق ذاته ، فأنشر موشح ” نبه الندمان صاحِ ” على مقام الحجاز كار ، أداء الأستاذ صباح فخري ، وأتوقف عند مكامن التعبير فيه

يمه القمر ع الباب لفايزة أحمد : إبداعٌ في كثافة التعبير اللحني وجرأةٌ غير مسبوقة في النص!

توقفت في نشرة سابقة ، عند بدايات فايزة أحمد المجهولة ، وتتبعت تلك البدايات ، انطلاقاً من إذاعة حلب ، مع أغنيتها : قولولي فين الدوا ، وصولاً إلى أغانيها

قصيدة لقاء لعبد الحليم : تجاوزت النجومية الأولى و أسست لشخصية غنائية مستقبلية سترافقه طويلاً !

أنهي هذه الجولة في فضاء أغاني عبد الحليم حافظ التي غابت عنها الشهرة ، مع قصيدة لقاء ، التي حملت لحن كمال الطويل الأول لعبد الحليم ، وفق ما قاله كمال

عبد الحليم يواجه المرض في أنشودة الحياة!

أنشر اليوم ، في ذكرى رحيل عبد الحليم ، أغنية أنشودة الحياة التي حملت إلينا جدلاً بين عبد الحليم حافظ والكورال ، يجسد حالة عبد الحليم النفسية ، المتأرجحة بين

دويتو محلاها الدنيا لعبد الحليم وفايدة كامل : عندما أراد عبد الحليم إثبات مؤهلاته في أداء أصعب أساليب الغناء الوافدة وأندرها في الغناء العربي!

يتجاوز عدد الأغاني غير المشهورة التي قدمها الأستاذ عبد الحليم حافظ في مشواره الفني ال 40 أغنية ، ولذا لم يكن من الممكن أن أنشرها كلها في سياق احتفائنا بذكرى رحيله .

الأصيل الذهبي لعبد الحليم حافظ والأوركسترا : عندما ذهب الغناء العربي ، في تمثُله لأجواء الأعمال الأوركسترالية ، نحو الحدود القصوى!

تُعدُّ أغنية الأصيل الذهبي ، من كلمات عبد الرحمن الخميسي ، و ألحان عبد الحميد توفيق زكي ،  بين الأغاني الأولى التي غناها عبد الحليم منتصف عام 1951 . ولكن

كيف تشكلت شخصية عبد الحليم حافظ الغنائية -1: ياللي إنتِ نجوى ف خيالي ألحان مكتشفه عبد الحميد توفيق زكي!

لم يكن حضور عبد الحليم حافظ على الساحة الغنائية ، في فترة النهضة الموسيقية العربية ، عابراً ، بل كان مؤثراً على صُعدٍ عديدة ، إذ رسم ملامح ذكريات أبناء

يا حبيبَ الله والناس بصوت نجاة : عندما قبلَ رياض السنباطي أن يلحن لطفلة في الثانية عشرة من عمرها!

أشرتُ في نشرة سابقة ، في سياق هذه النشرات ، التي خصصتها للاحتفاء بمرور 79 عاماً على ولادة السيدة نجاة الصغيرة ، و 75 عاماً على دخولها عالم الغناء ، أنها درجت ، في بداية مسيرتها الفنية ، على إعادة تقديم أغاني السيدة أم كلثوم ، ما تسبب في أن أداءها ، و طريقة إطلاقها لصوتها ، كانا قريبين من أداء و طريقة السيدة أم كلثوم ، التي اعتمدت دائماً ، الصوت الصادر من الحنجرة ، بشكل كامل ، مع الإشارة إلى أن طبيعة صوت نجاة ، حتى في طفولتها ، كانت تداخلها لمحات من الدفء والحنان ، لم تكن ظاهرة تماماً ، في ظل الاهتمام بتقليد أداء السيدة أم كلثوم.

الطفلة نجاة تفتتح مساراً غنت فيه 275 أغنية لُحنت لها ، فتغني على مسرح معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية أولى تلك الأغاني ، وعمرها 4 سنوات!

تتبعتُ في النشرة السابقة ، إقدام السيدة نجاة ، في بداياتها ، على إعادة تسجيل أغنيات ، سبق أن اشتهرت بأصوات أخرى ، لصالح الإذاعة أو السينما ، ومنها الأغنية الشهيرة : ع الحلوة والمرة ، التي كانت اشتهرت بصوت المطرب عبد الغني السيد ، وذلك بتأثير صدور القانون رقم 354 لعام 1954 ، الخاص بحماية حقوق المؤلفين والملحنين والناشرين ، الذي أقر أن للمؤلف والملحن وحدهما تحديد طريقة نشر أعمالهما ، وأبعد أي حق أدبي وفكري للمؤدي ، في العمل الذي يؤديه ، ليبقى حقه في أجر التسجيل الذي يتقاضاه ، كما ضمِن للمؤلف والملحن ، والناشر أو المنتج ، عائدات مالية ، عن كل نسخة من نسخ الأغنية ، تباع أو تبث، ما شجع إعادة تقديم الأغاني بأصوات أخرى.

أغنية عبد الغني السيد الشهيرة ع الحلوة والمرّة بصوت نجاة : عندما أعادت الصبية الصغيرة تقديم أغنيات اشتهرت بأصوات أخرى ، بقوة القانون!

أشرتُ في نشرة البارحة ، إلى أن السيدة نجاة الصغيرة ، وبتشجيع من أسرتها الفنية ، غنت لأول مرة في حفلة عام 1942 ، وكان عمرها 4 سنوات ، ثم غنت لأول مرة في حفلة عامة عام 1946 ، و ظهرت في السينما لأول مرة ، وعمرها تسع سنوات ، و نشرت المجلات صورها الملونة على أغلفتها ، وهي بعد صبية صغيرة ، وكان من الطبيعي أن تحقق هذه الشهرة ، عبر تقديم أغنيات ، كانت لُحنت لغيرها ، ومنها أغنيات للسيدة أم كلثوم ، كانت تقدمها في الحفلات ، دون أن تعتمدها الإذاعة ، أو تُقدم في السينما ، لأنها اعتبرت من حقوق المغنين ، الذين سبق وقاموا بأدائها.

يا طيرة طيري يا حمامة من ألحان الشيخ أحمد أبو خليل القباني ومناسبتها!

في عام 1893 أقيم في شيكاغو معرض عالمي بمناسبة مرور 400 عاماً على وصول كريستوفر كولومبس إلى الأرض الأمريكية شارك فيه الشيخ أحمد أبو خليل القباني الدمشقي مع فرقته المسرحية

موشح برزت شمس الكمال لأبي خليل القباني: أول عمل غنائي عربي يُعرض في دار الأوبرا الخديوية عام 1885

أتوقف اليوم عند المغامرة التي خاضها الشيخ أحمد أبو خليل القباني ، عندما طلب أن يتمكن من تقديم عروضه المسرحية الغنائية على مسرح دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة ، إذ كانت

الأغنية العربية الأقدم في التاريخ ، التي سجلت على أسطوانة ، محفوظة في مكتبة جامعة هارفارد الشهيرة ، و هي من ألحان الشيخ أحمد أبو خليل القباني الدمشقي ، وسجلت عام 1893 ، بمناسبة رحلته إلى شيكاغو! 

أنشر اليوم ، و استجابة لرغبة بعض من راسلوني ، التسجيل الذي كنت نشرتُه على الموقع  ، قبل يومين ، في سياق المقال الذي كنت خصصته للحديث عن رحلة الشيخ أحمد أبي خليل القباني الدمشقي إلى شيكاغو عام 1893.

موشح شادنٌ صاد قلوب الأمم على مقام العجم : موشحٌ آخر لأبي خليل القباني لدعم مقامٍ كان عليه أن ينتظر سيد درويش ومسرحه الغنائي لكي يستقر!

أشرتُ في نشرة البارحة ، إلى أنني سأتوقف ، على مدى نشرتين متتاليتين ، عند موضوعين مترابطين : الشيخ أحمد أبو خليل القباني ، وتوثيقه لرحلته من الشام إلى مصر موسيقياً ، في موشح : ما لعيني أبصرت ، على مقام العجم عشيران ، وهو ما تم في نشرة البارحة ، ثم دوره في نقل مقام العجم إلى مصر ، وهو ما سأتوقف عنده اليوم.

أبو خليل القباني .. خلده المسرحيون وأهمله الموسيقيون : التعبير بالموسيقى عن ألم فراق الوطن مجبراً و نقل المعرفة إلى عالم ينتظرها!

أتوقف اليوم ، وعلى مدى نشرتين متتاليتين ، عند موضوعين محددين : الشيخ أحمد أبو خليل القباني ، وتوثيقه لرحلته من الشام إلى مصر موسيقياً ، ثم دوره في نقل مقام العجم إلى مصر. ولأبدأ بالموضوع الأول :

قصيدة الناي المحترق لابراهيم ناجي بصوت محرم فؤاد: لحنٌ آخر لمدحت عاصم لم يشتهر كما لحنه لأسمهان دخلت مرة في جنينة ، رغم تقاربهما!

أتوقف اليوم عند عمل غنائي آخر ، لملحن أغنية أسمهان الشهيرة : دخلت مرة في جنينة : مدحت عاصم. العمل هو قصيدة الناي المحترق ، التي نظمها شاعر الأطلال ابراهيم ناجي ، وغنّاها محرم فؤاد!
وفي الواقع فإنني أراها فرصة مواتية للتعريف بمدحت عاصم ، الشخصية الفاعلة ، التي دافعت عن رسالة ذات أبعاد وطنية متنوعة ، تداخلت فيها الموسيقى مع السياسة و الإعلام.

عبد الوهاب في قصيدة الجندول : بناءٌ جديدٌ للقصيدة الإذاعية في زمن حرب .. ؟؟

أغنية..  بنت صُدفة كان الشاعر علي محمود طه مهندساً ينشر قصائده في المجلات المصرية الكبيرة ، نشر قصيدته الجديدة في صحيفة الأهرام، وهي تروي رحلته إلى مدينة البندقية، و يتذكر خلالها

سألوني الناس لفيروز في فيديو نادر جداً : لحنٌ وُضعه زياد ثم وضع له منصور النص متوافقاً مع نبض الجملة اللحنية ، لتعبر فيروز من خلاله عن افتقادها والعائلة والجمهور لوجود عاصي الآسر!

سبق أن درستُ لحن زوروني كل سنة مرة ، وبينتُ أن النسخة التي اعتمدعليها القائلون ، بأن اللحن للشيخ عثمان الموصلي ، تضمنت في خلاياها ما ينفي ذلك ، إذ

قصيدة لستُ أنساك بصوت كارم محمود : أبياتٌ من قصيدة الأطلال غناها قبل أم كلثوم بأشهر فتحولت من قصة حبٍ عاثر إلى ذكرى لقاء ماتع!

أتوقف اليوم عند قصيدة لستُ أنساك ، وهي أبياتٌ مختارة من قصيدة الأطلال ، للدكتور ابراهيم ناجي ، لحنها محمد صادق ، عام 1965 ، قبل وفاته ، وغنّاها كارم محمود ، قبل أشهر من ولادة قصيدة الأطلال ، بصوت أم كلثوم!

أيها الراقدون لمحمد عبد الوهاب : أول رثائية متكاملة في الغناء العربي المعاصر ، جسدت في مشهد سينمائي غنائي التعبير عن الألم في أعمق صوره ، وغامرت بتوجيه السينما العربية لاعتماد النهايات المأساوية للأفلام ، بشكل مبكر!

في عام 1935 ، قدم محمد عبد الوهاب قصيدة ” أيها الراقدون تحت التراب ” ، من نظم أحمد رامي ، في سياق فيلم دموع الحب ، ثاني أفلامه ، لتكون أول رثائية سينمائية متكاملة لحناً وأداءً.

تقاسيم تأملية على مقام النهاوند للأستاذ عزيز غنام : أسلوبٌ فريدٌ في توظيف اليد اليمنى ، أكسب عزفه على العود ليونةً قل نظيرها!

أنشر اليوم هذا التسجيل التلفزيوني النادر ، للأستاذ عزيز غنّام ، في عزف تأملي على العود ، جاء على مقام النهاوند. التسجيل مقتطفٌ من إحدى حلقات برنامجي التلفزيوني ” العرب

ليالي عاشق الروح : عندما رد عبد الوهاب على موسيقى حبيب العمر في  مشهد ودّع الممثل الأشهر وكان الأغلى في تاريخ السينما العربية!

المشهد الذي أعرض له اليوم نادرٌ تماماً في السينما العربية ، إذ يظهر فيه كلٌ من يوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب بشخصيته الحقيقية ، وليس كممثل ، كما يضم المشهد

نشيد تحية العلم : عشرون ثانية من غناء عبد الوهاب أبدعت في التعبير المتلاحق عن مشاعر متباينة!

اخترت اليوم أن أتوقف عند ملامح التعبير المبكرة عند محمد عبد الوهاب  ، سواء في ألحانه أو أدائه الصوتي أو الجسدي ، في عمل محدد ، من كلمات أحمد رامي

قصيدة ” سهرت منه الليالي ” لعبد الوهاب بصوت المطرب التركي حافظ برهان .. وخفاياها.. !!

كثيراً ما يثار الحديث عن اقتباسات محمد عبد الوهاب ، وهي صحيحة ، و لا يثار بالمقابل حديثٌ عن ترجمة الآخرين لألحانه السائرة إلى لغات أخرى ، تلك الترجمة التي

قصيدة أيها النائم وتحليلها الموسيقي والإنساني : عندما رثت أسمهان نفسها دون أن تدري!

في عام 1944 ، وتحديداً في 10 تموز 1944 ، أي قبل رحيلها عن هذه الدنيا بأيام ، صورت أسمهان قصيدة أيها النائم ،التي كانت ستغنيها في سياق فيلم غرام وانتقام

أم كلثوم و السنباطي في أوبرا عايدة : أول وآخر محاولة سينمائية جدية لتعريب الأوبرا حاصرها الطول والحذف و تغريدات أسمهان!

تعرف العرب على الأوبرا أولاً من خلال عرض أوبرا ريجوليتو ، في القاهرة ، بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869 ، والتي أتى عرضها بطلب من الخديوي اسماعيل ، الذي

أسمهان تغني Happy Birthday : أربعون ثانية من الغناء تكشف معلومات كثيرة وتطرح سؤالاً هاماً عن العلاقة بين فيروز وأسمهان!

أنشر اليوم هذه اللمحة النادرة بصوت أسمهان ، للأغنية العالمية الشهيرة الخاصة بأعياد الميلاد ، التي غنتها أثناء حضورها لحفل عيد ميلاد صديقتها ساندي ، ومدتها حوالي 40 ثانية ، كمثالٍ على الكم الكبير من المعلومات ، الذي يمكن أن تختصره لمحة غنائية قصيرة ، طارحاً السؤال : ماذا يمكن أن نستنتج من الاستماع إليها؟

الفرصة الضائعة مع الملك فاروق : أنا بنت النيل .. آخر ما سجلته أسمهان بصوتها

لم تكن أسمهان تعلم وهي تسجل بصوتها هذه الأغنية : أنا بنت النيل ،  التي أملت أن تكون شفيعتها عند الملك فاروق ، لكي تتمكن من البقاء في مصر ،

وديع الصافي في كتاب الأغاني الثاني: قصيدة شهرنا السمح قد بدا

متابعة لموضوع تبيان الطريقة التي احتفى بها عالم الألحان بحلول شهر رمضان المبارك ، في فترة مضت ، أنشر اليوم ، في هذا السياق ، الأغنية الرمضانية : شهرنا السمح

غريبٌ على باب الرجاء طريحُ لأم كلثوم:قصيدةٌ عاشت عندما توفيت صاحبتها بعد 20 عاماً على تسجيلها فأثارت جدلاً لم ينته!

سُجلت قصيدة “غريبٌ على باب الرجاء طريحُ ” للسيدة أم كلثوم ، من ألحان كمال الطويل ، وكلمات طاهر أبو فاشا ، لتكون من أغاني المسلسل الإذاعي رابعة العدوية الذي أنتج عام 1955 ، ثم غابت عن المسلسل عند إذاعته ، إلى أن أذيعت بعد وفاة أم كلثوم ، بعد مرور حوالي 20 عاماً على تسجيلها ، فحار الناس في الأسباب!

الأولة في الغرام لبيرم وزكريا وأم كلثوم : عندما غامرت أم كلثوم ، فقدمت لحناً مرسلاً على المسرح ، تلاشت فيه الحدود بين التطريب والنوح!

بعد نشرات متتالية ، توقفت فيها عند الموال وتحولاته ، من قالب بعتمد الارتجال ، إلى قالب ملحن بالكامل ، فقد بدا لي أنه من المهم أن أستكمل هذا المسار ، مع هذه الأغنية – الموال ، التي تحول فيها الموال إلى أغنية كاملة ، يمتد أداؤها إلى حوالي الساعة ، إنها أغنية : الأولة في الغرام ، لبيرم التونسي ، وزكريا أحمد ، وأم كلثوم. 
أستطيع أن أقول أنني لم أجد لهذه الأغنية مثيلاً في الغناء العربي! لما حملته من عناصر ، تداخلت فيها ، فأصبح المستمع العارف بتلك العناصر ، لا يستطيع أن يعرف حقيقة مشاعره ، هل يطرب ، أم يحزن!

وينن لفيروز والأخوين رحباني في ناطورة المفاتيح : هل من أمل في استعادة المسرح الغنائي العربي؟ – 2

في النشرة السابقة ، توقفت عند المسرح الغنائي العربي ، منذ ولادته في بيروت ، على يد مارون النقاش ، حوالي العام 1947 ، الذي لم يكن ملحناً ، بل اعتمد على ألحان شائعة ليركب عليها نصه المسرحي ، ثم أبو خليل القباني المؤسس الحقيقي للمسرح الغنائي العربي ، من خلال وضع ألحان خاصة بالمسرحية المغناة ، ثم سلامة حجازي و سيد درويش وزكريا أحمد ، قبل أن تنهيه السينما في مصر ، وترثه لفترة قصيرة ، ليستمر في لبنان ، على يد الأخوين رحباني وفيروز أساساً ، قبل أن يغيب مرة أخرى ، مع تفكك تلك المدرسة المبدعة ، رغم محاولات منصور رحباني المتابعة ، ومسرحيات زياد التي لم تستمر .

مشهد المصالحة بين وديع ونصري برعاية فيروز في قصيدة حب : هل من أمل في استعادة المسرح الغنائي العربي؟ – 1

أحلل في هذا المقام أسباب غياب المسرح الغنائي العربي و أنشر مشهد الصالحة لفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين

قصيدة ابن جبير ” أقول وآنست في الليل نارا ” في مديحٍ نبويٍ بصوت فيروز : سعيٌ لإتقان ، اكتمل لحناً على مرحلتين!

في عام 1953 ، اختار الرحابنة قصيدة في مديح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعنوان «أقول وآنست بالليل ناراً» للشاعر والرحالة الأندلسي ابن جبير ، كتبها أثناء رحلته

دور قد ما حبَّك زعلان منَّك بصوت أنغام : عندما استكمل اللحن أبعاده التعبيرية ، ليحمل رسالة ، كتبت بلغة موسيقية عمرها مائة عام ، لوَّنها أداءٌ تعبيريٌ كثيفٌ و معاصر! 

توقفت في النشرة السابقة بالتحليل التاريخي و الموسيقي عند دور : قد ما حبَّك زعلان منك ، من كلمات محمد الشاويش ، وقيل اسماعيل صبري ، وألحان الملحن الكبير محمد عثمان، وقلتُ حينها بأن هذا الدور سجل مرحلة انتقالية ، سبقت استقرار عنصري الآهات والهنك في قالب الدور ، وأنه من أوائل النماذج اللحنية ، التي حملت البذور الخفية للتعبير اللحني عن المعاني ، في أعمال نهايات القرن التاسع عشر ،

حانة الأقدار لأم كلثوم مع محمد الموجي وطاهر أبي فاشا : إعجازٌ هندسيٌ متكاملٌ نصاً ولحناً!

القصيدة التي أتوقف عندها اليوم ، وهي للشاعر طاهر أبو فاشا ، ومن ألحان محمد الموجي ، لها مذاق مختلف نصاً ولحناً ، إذ أبدع الشاعر في تنويع قوافيها وأوزانها ، وفق أساليب الموشحات الأندلسية ، كما سنرى ، ما وجه الموجي إلى تشكيلS لحنيِّ آخاذ ، تنوعت فيi الإيقاعات والمقامات و الجمل اللحنية وتفاعلت ، بما عبَّر تماماً عما قصده الشاعر من قصيدته!

يا قدس يا حبيبة السماء بصوت سعاد محمد : لحنٌ مبدعٌ لرياض السنباطي ، احترم اكتفاء نص محمود حسن إسماعيل بحمل رسالة وجدانية إلى المدينة المقدسة ، لكي تستمر في رسالتها الأبدية ، في إقامة الصلاة ، ومباركة الحياة ، وابتعاده عن رسم الطريق لمعالجة المأساة!

أتوقف اليوم عند أغنية هامة لرياض السنباطي ، خارج الإطار الكلثومي ، وهي : يا قدس يا حبيبة السماء ، من كلمات محمود حسن اسماعيل ، و أداء سعاد محمد.

رجعت ليالي زمان في تسجيل بصري نادر جداً ومكتمل لفيروز : ألمحت إلى مستقبل المدرسة الرحبانية و أعطت عناصر من قالب الدور وظيفة تعبيرية نادرة ، فمن لحنها؟

في عام 1972 ، وفي سياق مسرحية ناس من ورق ، غنت السيدة فيروز ( ماريا في المسرحية ) أغنية رجعت ليالي زمان الجميلة ، التي يتوافق فيها النص واللحن على التغني بأيام زمان ، وألحان زمان. هي بلاشك أغنية استثنائية في مسيرة السيدة فيروز ، إذ أنها الأغنية الوحيدة  التي اقتربت كثيراً من قالب الدور، أهم وأعقد قالب غنائي عربي، مكسبة إياه وظيفة تعبيرية ،

يا عاقد الحاجبين بصوت فيروز : لحنٌ للأخوين رحباني نُسب خطاً لسليم الحلو ، احتوى حرف مد ولَّد لوحده تلويناً في نبض جملة المذهب اللحنية و أكسبها طيفاً تعبيرياً عابراً!

رأينا في النشرة السابقة ، أنه إذا كان اللحن موضوعاً سلفاً ، فلابد من إيجاد نصٍ ، يتحقق فيه أحد الشرطين التاليين ، إما أن تتوافق مواقع الأحرف التي تسمح بالمد ، أو الخطف فيه ، مع مواقع المد والخطف في الجملة اللحنية الموضوعة سلفاً ، وهو ما أسميه في الإجمال : نبض الجملة اللحنية ، أو أن تكون كثافة الأحرف الصوتية التي تسمح بالمد والخطف كافية لتحقيق التوافق المطلوب ، ولكن تحقق التوافق الأمثل ، بين بيت شعري محدد و جملة لحنية محددة ، قد لا يستمر مع البيت التالي ، إذ أن مواقع الأحرف الصوتية ، تتغير مع تغير الأبيات ، وحتى في القصيدة الواحدة ، لأن التقطيع العروضي لا يفرق بين حرف ساكن وحرف صوتي قابل للمدّ!

مونولوج قضيت حياتي لأم كلثوم : عناصر مدرسة محمد القصبجي الرومنسية في رؤية سنباطية!

توقفت في نشرات سابقة ، عند أساليب التعبير عند الموسيقيين ، سواء من خلال التقنيات والسرعة ، أو التعبير عن المشاعر ، وذلك في سياق تيار موسيقي عام ، برز في عشرينات القرن الماضي ، و اعتمد التعبير في التلحين والغناء عن المعاني ،

على طريق استشراف مستقبل موسيقانا العربية الأصيلة : دور أنا هويته وانتهيت بصوت سعاد محمد نموذجاً

أنشر اليوم ، وفي سياق مجموعة من المقالات ، أعرض فيها لتجارب هامة ، على طريق استكشاف فرص استدامة موسيقانا العربية ، عملاً غنائياً ، سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الغناء العربي ، و هو دور ” أنا هويته وانتهيت ” ، من كلمات الشيخ محمد يونس القاضي ، و ألحان الشيخ سيد درويش ، في الصيغة التي وضعها الموسيقار الراحل ، والصديق العزيز ، توفيق الباشا ، وأدتّها باقتدار قل نظيره ، الفنانة الكبيرة سعاد محمد.

  • هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading