برنامج حفل ختام مؤتمر الموسيقى العربية الأول بالقاهرة عام 1932 يكرس مكانة خاصة لسامي الشوا .. !!

شعار كتاب الأغاني الثاني

سامي الشوا 17أتوقف اليوم عند حفل ختام مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي عقد في القاهرة عام 1932 والذي حضره الملك فؤاد الأول. جسد حفل الختام ذروة النشاطات الفنية التي قدمها المؤتمر، وشاركت فيه أهم الفرق الموسيقية والغنائية المشاركة من الدول العربية ، وهي فرقة سورية و العراق ومراكش وتونس والجزائر ، إضافة إلى فرقة العقاد الكبير الموسيقية المصرية ، وعازف الطنبور التركي مسعود جميل بك ، في مجاملة لتركيا التي شاركت بقوة في المؤتمر ، رغم عنوانه المكرس للانفصال بين الموسيقى العربية والتركية ، بعدما كانتا في الفترة العثمانية ، تنضويان تحت مسمى الموسيقى الشرقية .


ولكن ذروة الحفل كانت لا شك من الناحية الموسيقية ، حضور أم كلثوم ، ومن الناحية المسرحية مشاركة فرقتي فاطمة رشدي و يوسف وهبي. المفاجئ كان في أن من ختم الحفل من الناحية الموسيقية كان : سامي الشوا ، وهذا موقع يتخاطفه عادة الفنانون ، فكيف قرر منظمو الحفل أن يكون سامي الشوا هو الذي يختم الحفل ؟ خاصة أن هناك مسؤولية كبيرة سيتحملونها في اتخاذهم لهذا القرار  أمام الملك فؤاد خصوصاً والجمهور عموماً ، إذ سيكون على من ينهي الحفل ، أن يكون قادراً على أن يكون الختام مؤثراً في الحاضرين ، وأن يترك ذكريات جميلة في أذهانهم ، وأن يكون فعلاً مسك الختام لحفل دولي على هذا المستوى!

المقال التالي يجيب على هذا السؤال ، ويبرر الأسس التي بناء عليها ، أولى منظمو الحفل الثقة لأمير الكمان سامي الشوا ، ليكون مسك الختام الموسيقي فيه..

لنتتبع تفاصيل برنامج الحفل كما ورد في كتاب المؤتمر ، ونستمع إلى ما قدمه سامي الشوا فيه وفق ما سجله على أسطوانات :
برنامج حفل ختام مؤتمر الموسيقي العربية الأول علي مسرح دار الأوبرا الملكية  ليلة الاحد الموافق 30 / 4 / 1932
1- عزف السلام الملكي .
2- خطبة مندوب أعضاء المؤتمر.
3- فرقة العقاد الكبير بمعهد الموسيقي الشرقي (برئاسة مصطفي العقاد أفندي)
– مقدمة حجاز كار (من وضع محمد فخري)
– تقاسيم قانون  (محمد العقاد أفندي)
– سماعي حجاز همايون (وضع يوسف باشا)
4- فرقة العراق :
– مارش الملك
– رمز الأخوة بين مصر والعراق (وضع عزوز أفندي)
– نشيد الملك (تلحين محمد القبانجي أفندي مغني الفرقة)
– مقام بهرزاوي
– طقطوقة
5 – طنبور مسعود جميل بك :
– تقاسيم
– بشرف كردلي حجاز كار (وضع واسيل أفندي)
– سماعي شد عربان (وضع جميل بك)
6- فرقة تونس :
– انشاد الماية “ولرب ليل أنتهي فيه نجمة”
– ميزان برول “داعي المحبة دعاني”
– درج ماية “هب النسيم فخلخل الشميعة”
– ختام “علي ما تكون هذه الزيارة”
7 – فرقة مراكش :
– انشاد “لولاك ما همت وجدا” (غناء محمد شويكة مغني سلطان مراكش)
– صبغة من بسط حجاز الكبير “مرحبا اهلا وسهلا يا نجيب”
8 – فرقة سوريا :
– قطعة موسيقية مقام نهاوند (وضع الأستاذ شفيق شكيب)
– تقاسيم كمان (الأستاذ توفيق الصباغ)
– قطعة غنائية قديمة “ان العيون السود” (غناء صالح محبك أفندي) قصيدة أحمد شوقي
9 – فاصل موسيقي غناء من الأنسة أم كلثوم
– سماعي طاتيوس
– قصيدة “أفديه إن حفظ الهوى”
10 – فرقة فاطمة رشدي :
– الفصل الرابع من رواية مجنون ليلي لشوقي بك
11 – غناء من الفرقة الجزائرية :
– استخبار زمزم .
– انقلاب مزمزم .
12 – كمان الأستاذ سامي الشوا :
– قطعة موسيقية مقام بياتي أصول مربع.


– تقاسيم


– سماعي بياتي أصول دارج .


13 – يوسف وهبي بك :
– فصل من رواية “قمبيز” لشوقي بك
14- السلام الملكي
15- ختام
أعتقد أن منظمي الحفل كانوا واثقين من سلامة اختيارهم ، إذ أن سامي الشوّا عرف خلال مسيرته شهرة لم يعرفها أي عازف عربي آخر، صوره تحتل صفحات المجلات في نجومية نافست نجومية كبار المطربين والمطربات ، ورحلاته إلى أوربا وأمريكا توثقها الصحف والمجلات ، ولكن الأهم كان وقائع حفل تكريمه الذي أقيم في نيسان 1928 بعد عودته من رحلته الأولى إلى أمريكا ، و نشرت تفاصيله مجلة ” الستار ” ، حيث شارك في الحفل ”  عدد من كبار الفنانين ، منهم المسرحي جورج أبيض الذي قدّم قصيدة تمثيلية، والشاعر بديع خيري الذي ألقى شعراً زجلياً استعاد الجمهور كل بيت منه، ومطربة القطرين فتحية أحمد التي “أبدعت ما شاء لها من الإبداع”، وتبعها شاعر القطرين خليل مطران الذي ألقى كلمة صغيرة ” أعقبها بنشيد وضعه خصيصاً لمناسبة هذه الحفلة”. كذلك، حضرت بديعة مصابني الحفل، وتبرعت بإلقاء مونولوغها الذائع “أنا بديعة يا واد انت”، ولكن الأهم أنه بعد هذا كله ، وقف سامي الشوا يشكر المحتفلين به ، بعزف على الكمان أجمع الكل على أنه كان أبلغ مما يعبر عنه اللسان ” ، دون أن يضيره أن فتحية أحمد ، أو بديعة مصابني ، كانتا قد غنيتا قبله!
تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ عبد الوهاب لم يشارك في حفل ختام مؤتمر الموسيقى العربية الأول ، حيث كانت نجومية الغناء مكرسة لأم كلثوم فيه ، إذ كان منظمو المؤتمر ، قد فضلوا عدم جمعهما في حفل واحد ، وهكذا كان ، إذ شارك عبد الوهاب في حفل الافتتاح ، الذي حضره الملك فؤاد أيضاً ..
من المفيد ،  إجراء مقارنة بين أسلوبي عبد الوهاب وأم كلثوم ، في تحديد مضمون مشاركة كل منهما من الناحية الموسيقية في حفلي المؤتمر .. ولهذا حديث آخر ..
د. سعد الله آغا القلعة

Tagged , , , , . Bookmark the permalink.

Comments are closed.