حياة وفن أسمهان – الفصل الخامس – 3 : في سورية ..

شعار كتاب الأغاني الثانيالفصل السابق : حياة وفن أسمهان – الفصل الخامس – 2

أسمهان 2الكتاب المسموع : حياة وفن أسمهان
الفصل الخامس – القسم الثالث

في سورية ..


التسجيل الصوتي للاستماع المتزامن مع قراءة النص :


أسمهان تكرم رئيس الجمهورية السورية بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية و الجنرالات الفرنسيين والبريطانيين سبيرس وكاترو وهاميلتون

أسمهان تكرم رئيس الجمهورية السورية بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية و الجنرالات الفرنسيين والبريطانيين سبيرس وكاترو وهاميلتون

إذاً … تسافر أسمهان إلى سورية لتنفيذ المهمّة الموكلة إليها ، ومنذ البداية تنجح في إقناع زوجها لكي يساعدها، لما لها من تأثير عليه، وقد كان يُحبّها، ولكنّه يشترط عليها أن تعود إليه زوجة لكي يساعدها، وهو ما كانت تتمنّاه، وفعلاً تعود إليه زوجة .

يساعدها زوجها في إقناع أهلها في منطقة جبل العرب السورية، وكذلك في إقناع زعماء قبائل بادية الشام، لكي يسمحوا لجيوش الحلفاء أن تدخل عبر مواقعهم، وتطبق على السلطة الفرنسية الفيشية الموالية لألمانيا في دمشق، والتي كانت تحكم سورية، لكي تطردها من سورية.

تنجح أسمهان في المهمّة، ويقتنع الجميع، وتدخل جيوش الحلفاء إلى سورية في مفاجأة صاعقة، وتكون أسمهان معها في دخولها إلى دمشق، وقد كانت في لباس ضابط بريطاني.

تعود المهمّة ونجاحها على أسمهان بالمال الوفير، وتعيش كالأميرة المتوَّجة، تتنقّل بين بيروت ودمشق والقدس والسويداء ، الوجهاء يخطبون ودّها لكي تساعدهم لدى الإنكليز، والإنكليز يُقدِّرون دورها في تحقيق المفاجأة الصاعقة على الفيشيين، فلا يردّون لها طلباً.

في تلك الأيام الجميلة، نسيت أسمهان الغناء، لأنها لم تكن قد خُلِقت للغناء رغم إبداعها فيه ، نسيت محمد القصبجي الذي راهن عليها طويلاً أمام السيدة أم كلثوم ، نسيت شقيقها فريد الأطرش الذي كانت قد وعدته أن تساعده في تنفيذ فيلم جديد، أحلام الشباب. عاشت هنا سنتين كالأميرة المتوَّجة، لا يُنغِّص عليها حياتها إلا تحقيق وعد الاستقلال.

أسمهان والجنرال دوغول

أسمهان والجنرال دوغـول

وتأتي فترة صعبة.. بسعي من الإنكليز يأتي فرنسيو فرنسا الحرة لكي يأخذوا مكان الفيشيّين، وتحتار ماذا تفعل؟ في البداية، رأت أنها من الأفضل أن تتقرَّب إليهم، فقابلت الجنرال دوغول الذي كتب في مذكّراته بعدئذ: لقد كانت عيون أسمهان أجمل عيون قابلتها في حياتي، ولكن في السياسة لا علاقة بين جمال العيون وتحقيق الوعود. وبدا أن لا استقلال منظوراً في الأفق. ماذا تفعل؟ ماذا تفعل؟! لقد ظهر أن هناك من أهلها من يتّهمها بالخيانة، لأنها لم تحقق وعود الاستقلال، واحتارت، ماذا تفعل؟ ورأت أن تتصل بالألمان الذين وعدوها بتحقيق الاستقلال إن ساعدت الألمان على دخول سورية من الشمال ، ومن أجل أن تقابلهم لتتّفق ، سافرت إلى تركيا، وعند الحدود قرب حلب، أوقفها الإنكليز والفرنسيون وأعادوها، ومنذ ذلك التاريخ نفضوا أيديهم عنها…

هنا بدا أن عليها أن تتّخذ قراراً صعباً، أهلها يتّهمونها بالخيانة، الإنكليز والفرنسيون ابتعدوا عنها، والنقطة المضيئة الوحيدة في حياتها، زواجها، الذي كانت قد بدأت بالسعي للتمسّك به عبر المعالجة الطبّيّة لكي تُنجب، بدا أن تلك المعالجة لن يكون لها نتيجة، ولا إنجاب بعد اليوم . وهكذا كان عليها أن تترك. اتهام بالخيانة، ولا علاقة مع الأهل، كان عليها أن تتّخذ قراراً صعباً بالمغادرة، والعودة إلى الضياع، العودة إلى تكسُّب الحياة من الغناء لكسب المال.

وفي القدس، وبعد قرار صعب، اتخذت ذلك القرار الصعب، ووقّعت مع شركة استوديو مصر لكي تمثّل فيلماً جديداً، غرام وانتقام ، وكان المبلغ الذي قبضته ثلاثة عشر ألف جنيهاً، وهو أكبر مبلغ قبضته ممثلة أو مطربة حتى ذلك التاريخ، وعادت لتظهر في فيلم غرام وانتقام .. في البداية ..المطربة الكبيرة سهير التي ستُغنّي في حفلها الأخير، قبل زواجها من الشاب الثري الذي يقوم بدوره أنور وجدي ، دائماً الحلم الكبير، فنانة تتزوّج من شاب ثري، تُغنّي في تلك الحفلة، ومن ألحان شقيقها فريد الأطرش ، ليالي الأنس في فيينا ، تُغنّي دائماً، وتظهر كأنها المطربة الكبيرة، تتحسّر في داخلها على حياتها مع أسرتها التي تركتها لتعود إلى القاهرة.

(قطع إلى أغنية ليالي الأنس في فيينا لـ أسمهان )

ليالي الأنس في فيينا نسيمها من هوا الجنّة

نغم في الجوّ له رنّة سمعها الطير بكى وغنّى

ما بين رنين الكاس ورنّة الألحان

أدي القوام ميّاس يعاطف الأغصان

تمّ النعيم للروح والعين ما تخلي قلبك يتهنّى


 يتبع : بين الغرام والانتقام .. وليالي الأنس

فهرس مجلد أسمهان الإلكتروني

Tagged , , , . Bookmark the permalink.

Comments are closed.