استدامة الموسيقى العربية والحفاظ على الهوية في عصر العولمة

شعار كتاب الأغاني الثاني

تحاول هذه الدراسة أن تحدد المسارات اللازمة لكي تتمكن الموسيقى العربية من تحقيق استدامتها في وجدان جمهورها في عصر العولمة.

عُرضت الدراسة في مؤتمر اتحاد الإذاعات العربية المنعقد في دمشق 24 / 7 / 2011

عناصر الدراسة:

  • هل هناك موسيقى عربية؟ ؟؟
  • الشعر: الفن الأساس للعرب
  • سمات الموسيقى العربية المميزة.
  • ¨ مراحل تطور الموسيقى العربية في القرن العشرين في ظل التواصل مع الغرب
    • التطور في الجانب الغنائي
    • التطور في الجانب الآلي
  • القرن العشرون وتكنولوجيا المعلومات
  • العولمة
  • ¨ العولمة الثقافية
  • الصدمة الثقافية
  • ¨ نموذج التأقلم
  • الإبداع الجديد في إطار نموذج التاقلم
  • اللحظة التاريخية / الموسيقى العربية
  • ¨ العالم متعدد الثقافات
  • ¨ العوربة ثقافياً وموسيقياً
  • الإبداع في الموسيقى العربية وتكنولوجيا المعلومات
    • الكمبيوتر آخر الآلات الموسيقية
    • عناصر الإبداع في الموسيقى العربية وتكنولوجيا المعلومات
    • العناصر المحرضة على الابداع وتكنولوجيا المعلومات
      • العناصر المحرضة على الابداع المتأثرة بتكنولوجيا المعلومات
      • العناصر المحرضة على الإبداع غير المتأثرة بتكنولوجيا المعلومات
  • نظام معلومات الموسيقى العربية أداة أساسية لتقديم صورة منطقية متماسكة للموسيقى العربية
  • مقترحات

الدراسة

  • هل هناك موسيقى عربية؟
    • بمعنى آخر .. هل هي عنصر من عناصر الشخصية القومية للعرب؟
    •  الموسيقى العربية فرع من فروع الموسيقى الشرقية العامة .
    • لفروع الموسيقى الشرقية هذه قواعد مشتركة أو متقاربة من حيث النغمات الموسيقية (المقامات) والإيقاعات، ، كما أنها تشترك جميعها بتبنيها للغناء أكثر من الموسيقى الآلية، وإن كان ذلك يتم بدرجات متفاوتة.
    •  اللغة العربية طبعت الغناء العربي بطابع خاص ميز الجملة اللحنية العربية.
  • الشعر: الفن الأول للعرب
    • بني الشعر العربي منذ ولادته ،في القرون الأولى بعد الميلاد ،على نظرة إيقاعية جديدة لعناصر الحياة ،تعتمد على خلايا إيقاعية محددة ،بنيت ولأول مرة في التاريخ على نظام ثنائي أساسه الحركة والسكون، تتشكل منها دورات إيقاعية أكبر، في بنية هندسية منتظمة .
    • لونظرنا في أشكال الفنون العربية جميعها ،ودون الدخول في تفاصيل تخرج عن إطار هذه الدراسة ،لوجدنا أنها تأثرت جميعها بهذا النظام الهندسي ،وتطوراته النهائية ،التي تجسدت في النظام الذي بني عليه فن الموشحات ،الذي جمع بين الموسيقى والشعر ،وذلك من توزع هندسي للقوافي الداخلية ،والخلايا الإيقاعية الجزئية ،في الاتجاهين الشاقولي والأفقي ،ومن تناوب للألحان ،وأشكال تكرارها في الموشح الواحد .
    • جاءت المقرنصات(الأرابسك )، التي طبعت الفن العربي الزخرفي بطابعها، مرتكزة على الأسلوب الإيقاعي ذاته، في الاعتماد على الغائر والبارز ،والفاتح والغامق، في بنية ثنائية واضحة ، إضافة إلى أشكال التكرار الهندسية ذاتها .
    • يمكن تعميم هذا الأسلوب ،لدراسة التواصل بين أسلوب تصميم البيت العربي ،وأسلوب تصميم المقامات الموسيقية في الغناء العربي.
    •  يمكن كذلك استخدام هذه المقاربة ،لدراسة أساليب بناء النص في الأدبيات العربية التراثية، ككتاب العقد الفريد وغيره .وهذه كلها أبحاث قمنا بها خارج إطار الموضوع الذي نحن بصدده.
    • هناك وحدة حضارية للثقافة العربية ، تعتمد على قواسم مشتركة للفن العربي بجميع أشكاله، اعتمدت على الشعر وأشكال تطوره .
    • الغناء العربي كان من أهم تلك الفنون تواصلاً مع تلك الوحدة الحضارية وتعبيراً عنها.
  • ¨ سمات الموسيقى العربية المميزة
    • ارتبط الغناء العربي منذ البداية بالشعر العربي
    • كان الغناء عبارة عن إلقاء ملحن للشعر يقوم به الشاعر نفسه، مما استدعى أن يتطابق إيقاع اللحن مع إيقاع الشعر تطابقاً تاماً.
    • أمكن لاحقاً كسر القاعدة القديمة في تطابق إيقاع اللحن مع إيقاع الشعر، مما سبب ظهور نمط جديد من الغناء سمي” الغناء المتقن” حيث أمكن أن يختلف إيقاع اللحن عن إيقاع الشعر ضمن ما تسمح به اللغة أصلاً من مدٍ لبعض الأحرف وخطفٍ لأحرفٍ أخرى.
    • بقيت هذه القاعدة مطبقة في الشرق العربي لفترة طويلة، وحكمت أسلوب الجملة اللحنية العربية وميزتها.
    • الملحنون العرب، وضمن تأثرهم بالموسيقى الموجودة في الأجزاء العربية الشمالية كانوا مضطرين دوماً لتطويع الجملة اللحنية والقواعد الموسيقية، بحيث توافق الصورة الغنائية للشعر العربي.
    • بسبب ارتقاء الموسيقى عند الأندلسيين لتقارب الشعر في مكانته، أمكن أن تظهر أنماط غنائية جديدة كالنوبة والموشحات، متوافقة مع تطور الفنون العربية الأخرى ،في الأشكال الهندسية للتكرارات والتناوبات الإيقاعية ،والانتقال من كتلة لأخرى ،وفي ترجمة الإيقاعات البصرية موسيقياً ، سمحت للملحن أن يضع اللحن بحرية أكثر، معتمداً على الإيقاع الموسيقي وعلى تنويعات الهندسة الزخرفية دون النظر إلى إيقاع اللغة.
    • اعتمدت الموسيقى العربية إضافة إلى ذلك على عناصر أساسية كالارتجال والمقامية وتسارع الإيقاع.
    • بقي دور الموسيقى الآلية منحصراً  إما مرافقة الغناء أو في إظهار المهارة الفردية في العزف على الآلات الموسيقية، دون أن تظهر أنماط تأليفية خاصة بالموسيقى الآلية إلا في الأجزاء الملحنة للآلات ضمن النوبات الأندلسية.
  • مراحل تطور الموسيقى العربية في القرن العشرين في ظل التواصل مع الغرب
  • التطور في الجانب الغنائي
      • حمل القرن العشرون رياح التطور إلى الغناء العربي بسبب بذرة التواصل مع الغرب .أتى التواصل عبر التطور العلمي والاجتماعي العام المتأثر بزيادة عدد المختصين الدارسين في الغرب إضافة إلى أسباب عديدة منها زيارات الفرق الموسيقية والغنائية التي كانت تأتي لتقديم حفلاتها وكذلك عبر التقنيات الجديدة الوافدة من أسطوانة وإذاعة وسينما.
      • كتب كبار الشعراء للغناء , فارتقوا بالنسيج اللغوي للأغنية , ونقلوه من نسيج بسيط ساذج ,لا يخلوا من صور معبرة ,ولكنه يلائم بنية مجتمع الأمس الثقافية المتواضعة , إلى نسيج راق يعبر عن عواطف الناس ,ومعاناتهم وآمالهم.
      • لحن موسيقيون كبار ,فجاءت لغتهم الموسيقية , أصيلة معاصرة , فيها ألق الجملة اللحنية العربية وانسيابيتها, كما كانت أبدا” , وفيها روح التعبير باللحن عن الصورة اللغوية المكتوبة ,فحققوا تواصل نتاجهم الإبداعي المعاصر مع تراثهم و بنوا ألحانهم حسب أسلوب الغناء المتقن ،ولكنهم ضمنوها تعبيرية جديدة تحاول أن ترسم باللحن جوهر المعنى متأثرين في ذلك بالتواصل مع الغرب.
      • زادت الجرعة الموسيقية في الإبداع الجديد عبر سيد درويش ومحمد القصبجي أولا” ثم محمد عبد الوهاب والسنباطي وزكريا أحمد ثانيا “,لتتابع مسارها مع الرحابنة والموجي وبليغ حمدي..في نسق جديد اعتمد على ملحنين اختزنوا تراثهم وسعوا للتواصل معه مع استشفاف آفاق المستقبل.
      • غنت أصوات رائعة , مستخدمة الأدوات الجديدة لنشر الغناء التي حملها القرن العشرون ,الأسطوانة والمسرح الغنائي والسينما والإذاعة ,وحققت عبر القدرة والصنعة والموهبة والإحساس المرهف استجابة المستمع للطرب إن تألقت الجملة اللحنية الأصيلة ,وتقديره للتعبير عن المعنى إن راحت الجملة اللحنية تسبر أغوار المضامين والمعاني.
      • غنى عبد الوهاب وأم كلثوم واسمهان وفريد الأطرش أولا” ,ثم غنى عبد الحليم ثانيا” ,وقدم صباح فخري وفيروز الأسلوبين المتضادين والمكملين لتنوع الصورة الغنائية العربية ,التي حققت عبر تعدد الرؤى وانسجامها, تواصل الأجيال فحققت الأصالة والمعاصرة في آن .وهو مايلزمنا الآن لتحقيق أي نهضة قادمة في ظل العولمة.
      • تأثرت الأعمال الغنائية والموسيقية بالمدلولات الثقافية والاجتماعية والحضارية المحيطة ، وتأثرت بالتقنيات التي رافقتها بحيث أصبحت الأعمال متميزة يتنوع أساليب دمج التقنيات فيها وتأثير تلك التقنيات على العمل الغنائي نفسه في مضامينه وأشكاله.. فالأغنية السينمائية مختلفة في عناصرها عن الأغنية الإذاعية أو الأغنية على المسرح.. (الأولى عبرت عن حدث درامي في سياق الفيلم والثانية عبرت عن قصصية معينة والثالثة عن شكل تطور للجملة اللحنية وختامها مرتبط بوجود الجمهور .وكانت أغاني المرحلة الرومانسية (المرتبطة بالأسطوانة ) مختلفة عن أغاني المرحلة الواقعية.ولكن هذا كله بقي ضمن إطار الانسجام مع أساسيات الموسيقى العربية .
      • الأغنية التلفزيونية ولدت مختلفة الإطار عما سبقها فقد بدأت بتقليد مباشر لأغنية المسرح ولكنها لم تتوصل لكي تحقق عملاً فنياً متكاملاً يعبر عن حدث معين مستقل ومتكامل فيه مدخل وذروة وحبكة وختام .غيبت ولادة السينما المسرح الغنائي لأنها حققت إمكانيات دمج جديدة .
      • تسبب تسارع إيقاع التطور في النصف الثاني من القرن العشرين,والتأثر بأغاني المنوعات الغربية المنقولة عبر أفلام السينما والأسطوانات، وغياب جيل الكبار في بداية انفصال الغناء العربي عن جذوره فطرحت الأغنية السائدة التي احتلت الساحة عبر المحطات الأرضية والقنوات الفضائية العربية والأجنبية بأعداد كبيرة من الممتهنين لمهنة الغناء الذين أغرقوا الساحة الغنائية بكم هائل من الأغاني السطحية المقلدة لأغاني المنوعات الغربية بعد أن أنتجتها مواقع لا تعتبر الغناء حاجة أساسية وإنما هي حاجة هامشية ترافق حاجات أخرى, وروجت لها أشرطة الكاسيت التي فرقت بين السماع وطقوسه المعتادة, باحثة عن جمهور شاب لم يتكون ذوقه الفني , لتحقق انفصاله عن الأجيال السابقة له , والمتعاصرة معه.كان هذا نتيجة مباشرة للتأثر بنماذج مقابلة في غناء الغرب المنوع.
      •  أصبح لكل جيل غناؤه الخاص الذي لا يستسيغه الآخرون, مما نتج عنه شرخ في العلاقات الاجتماعية السائدة وساد اعتقاد لأول مرة بأن لكل غناء عمر يرتبط بالأجيال التي أنتجته فإن غابت غاب معها..
      • لاشك أن لكل فترة حية نتاجها الموسيقي ولكن.. في ضمير كل إنسان حي.. تختزل الفترات جميعها.. فالإنسان الحي يختزل بوجوده..وبذاكرته الحية .. حقب التاريخ المبدعة مجتمعة..
      • كان التفاعل مع العناصر الوافدة إيجابياً لأنه انعكس في أعمال ملحنين استندوا دوماً إلى أساس قوي من المعرفة بسمات الوسيقى العربية.ثم انحدر ليصل إلى درجة سلبية عندما نفذه موسيقيون مقلدون بعيدون عن تمثل أساسيات الموسيقى العربية.
    • التطور الآلي
      • أنتج القرن العشرون بعض المحاولات الجادة ،التي أطلقها موسيقيون استندوا أولاً إلى معرفة حقيقية بالموسيقى العربية ،ثم سعوا إلى اكتشاف أساليب تطوير خاصة بها تأخذ بالاعتبار مجمل التطور الموسيقي العالمي .
      • اتسمت قراءات المؤلفين الموسيقيين العرب لتطوير موسيقاهم ،فيما عدا هذا، بسمة الإعتماد المباشر على أساليب الموسيقا الغربية الكلاسيكية،متأثرين في هذا بدراساتهم التي أتموها في بلاد الغرب ، بحيث أصبح  الناتج الموسيقي العربي في غالب الأحيان ،  عبارة  عن معالجة خارجية بتلك  الأساليب لجمل من الفولكلور العربي،  بغية إضفاء مسحة من المعاصرة عليها دون الدخول في جوهر تلك الألحان .لقد أصبح تحقيق  الحداثة في الموسيقا العربية يقاس بمدى التقارب مع تراث الغرب ، دون  التظر إلى الإختلافات الجوهرية في السمات.
      • حققت الأعمال الناتجة قبولاً محدوداً عند من استطاع أن يتواءم مع الموسيقى الكلاسيكية الغربية أصلاً فوجد هنا صدى لما استطاع أن يتواءم معه.

يخلص المحاضر إلى أن الشكل الوحيد من التأثر الإبداعي الحقيقي تم في الغناء العربي المتقن بسبب ارتباط المبدعين فيه بأساسيات الفن العربي بينما قلد الآخرون الفن الوافد دون أي تفاعل حقيقي معه إلا في حالات قليلة .

  • نتائج وملاحظات من المراحل السابقة مع مقارنة تمهيدية بتكنولوجيا المعلومات:
    • يرتبط  الإبداع بأدوات التعبير الإنسانية – التقنية ،ويتأثر  بظهور أي تقانة جديدة .
    • يمكن لأي تقانة جديدة  أن تتسبب في  ظهور مظاهر إبداعية جديدة ، أو تمزج بين أدوات التعبير الإنسانية والإنسانية- التقنية  بشكل مختلف ،وقد تغيرها ، فالكتابة التي وثقت الشعر العربي،و نقلته من الشفوية إلى الصورة،  فأفقدته بعض قيمته ،ولدت الشعر الحديث وسمحت بولادة مظاهر إبداعية أدبية متعددة .
    • لا شك في أن تكنولوجيا المعلومات ستولد أدوات تعبير إنسانية – معلوماتية جديدة ،سينجم عنها مظاهر إبداعية جديدة خاصة بها ،منها النصوص الفائقة والإبحار وتكامل الوسائط المتعددة لعرض الأفكار، والتعبير عن الموسيقى بصرياً.
    • من الممكن أن تلغي التقانات الجديدة مظاهر إبداعية سابقة ،كما حصل مع المسرح الغنائي الذي أنهته السينما الغنائية التي أنهتها القصاصات المرئية لاحقاً ،وهنا قد يغيِّب الكتاب الإلكتروني الكتابَ التقليدي، ولكن المهم ألا يغيب محتواه الذي يضم الرصيد الفكري العربي . في الماضي غابت إبداعات عظيمة لم يكن من الممكن أن يتم توثيقها ،كالألحان التي وصفها كتاب الأغاني ، بسبب قصور التقانات المتوفرة ،أما اليوم فلعلها مسؤولية الإنسان المتقاعس عن التوثيق الرقمي للثقافة العربية.
    • أعطت التقانات الجديدة أبعاداً هامة للتوثيق والنشر ،عندما كانت  حاملة لمحتوى الثقافة العربي ،ولو قصّر المبدعون عن توظيف تلك التقانات ، لشاعت مع محتواها الفكري الوافد،ولكنهم كانوا محظوظين ، فالوقت المتاح للتأقلم كان كافياً، بينما لا يزال المثقفون اليوم يناقشون شرعية تكنولوجيا المعلومات.
  • القرن العشرون وتكنولوجيا لمعلومات / العولمة العلمية
    • شهد النصف الثاني من القرن العشرين ولادة ظواهر امتد تأثيرها إلى جميع مجالات النشاط الإنساني، تمثلت هذه الظواهر في زيادة حجم المعلومات المرتبطة بهذا النشاط أو ذاك وتنوع مراكز الإنتاج إضافة إلى الانتشار السريع للمنتج الناتج عن ذلك النشاط مهما اختلفت صوره وأشكاله..
    • إلى جانب هذا التطور.. كانت تظهر تقانات جديدة تساعد الإنسان على الإحاطة بما يجري.
    •  تجسدت تلك التقانات أساساً بالتقانات المعلوماتية وشبكات الاتصال التي واكبت التطور وساعدت الإنسان على التعامل مع الزيادة الهائلة في حجم المعلومات و اتساع القدرة على تصنيفها واسترجاعها وتناقلها وقراءتها قراءة متأنية مما مكن العلماء من مواكبة الأحداث والتغلب على صعوبة التعامل مع المعلومات هائلة الحجم .. متباعدة المسافات .
    •  تبدو صورة العالم العلمية اليوم بالنتيجة زاهية إلى حد كبير .
    • سيسعىالإنسان لوضع نموذج عام لفهم تطور الحياة الإنسانية تكون مكوناته النظم المعلوماتية العديدة التي تدرس الآن.. كنظم المعلومات الزراعية والهندسية والرياضية والفيزيائية والجغرافية والصناعية والاقتصادية والسياحية والتجارية والطبية وحتى التاريخية .. وبتكامل قواعد المعلومات وتداخلها وتطور الذكاء الإنساني في تعامله مع نظم الذكاء الاصطناعي وعبر التخلص من الأشغال اليدوية والتوجه للتصنيع المؤتمت سيتفرغ الإنسان للتفكير والتحليل والاستيعاب.
    • سيشهد القرن القادم تداخل هذه النظم وارتباطها ببعض مع دخول قوانين الاحتمالات لكل ما فيه سعي لنمذجة رقمية لظاهرة طبيعية غير مفهومة أو ظاهرة علمية غير مفسرة مع الأخذ بعين الاعتبار لتكامل مصادر المعلومات المتنوعة.
    • سيشهد القرن القادم تطور الذكاء الاصطناعي عبر الحاسوب مما سيدفع الذكاء الإنساني لكي يتعامل معه في سعي للاستفادة المثلى منه ..في جدلية غريبة لا يعلم أحد اليوم مداها..ولكن هذه الجدلية المتسارعة ستفرض على الإنسان التعلم الدائم لكل ماهو جديد .. مما سيحول حنين الإنسان التقليدي للماضي ويزيد من قابليته للتعامل مع كل جديد  ليس في الإطار العلمي فقط بل في الأطر الاقتصادية والثقافية  .
    • سيشهد القرن الحادي والعشرون تقلصاً لتأثير البيئة المحيطة مباشرة بعد أن تخف ساعات العمل وتخف الحركة حيث سيكون  الإنسان قادراً على العمل من منزله عبر حاسبه مما سيزيد من الوحدة والعزلة على المستوى الاجتماعي والإنساني ومما سيخفف من تأثير محيطه وبيئته الثقافية وسيزيد من تأثير من يتصل بهم عبر الحدود دون أن يلقاهم .
  • العولمة
    • ليست العولمة بالأمرالجديد من حيث المضمون. فقد حاولت الأمم القوية دوماً أن تحقق مصالحها من خلال الهيمنة على أكبر عدد ممكن من شعوب العالم عبر فرض أساليب حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية عليها ،مباشرة أم بشكل غير مباشر ،ولكنها الآن تأخذ أشكالاً أكثر حدة وأوضح وأسرع تأثيراً.
    • تسعى العولمة في شكلها الاقتصادي المعاصر إلى الاستفادة من الأدوات المعلوماتية وشبكات الاتصال التي وضعت أصلاً لغايات علمية كما رأينا في توسيع نطاق وشكل التعاملات العابرة للحدود بما فيها حركة اليد العاملة والأموال والبضائع والخدمات.
    • سوف ينجم عن العولمة الاقتصادية تغيرات في التقاليد المحلية والسلوك، لأنها تتطلب ضرورة توحيد السمات الاستهلاكية للمجموعات البشرية، وابتكار طرق بديلة، لتلبية الحاجات والخدمات.
    • وفرت شبكة الانترنت للشركات العالمية بفضل تقنيات المؤتمرات الفيديوية إمكانية إجراء البحوث والتطوير والإنتاج في البلد الذي تراه مناسباً، مهما كان بعيداً عن المقر الرئيسي،إضافة إلى تصنيع أجزاء المنتج في بلدان متعددة فيما سمي الاقتصاد الشبكي ، كما أتاحت إمكانية انتقاء وتشغيل أكثر الأيدي العاملة مهارة وأرخصها سعراً، من أي بلد.
    • qانعكس هذا في تبعية العاملين في تلك الشركات متعددة الجنسيات إلىالشركة الأم في أساليب تعامل متقاربة ستنعكس على سلوك العاملين وثقافتهم .
    • جسدت المتاجر الإلكترونية فكرة السوق العالمية الواحدة،التي ستساهم أيضاً، بفضل قوتها الإعلامية العالمية ، في توحيد السمات الاستهلاكية لمجموعات كبيرة من البشر، في بلدان مختلفة.
    • سيكون من نتائج ذلك أيضاً أن تسعى العولمة في جانبها الاستهلاكي والاقتصادي أن تجعل العالم وحيد الثقافة لأن هذا يجعل الناتج الثقافي الموحد يحقق سوقاً عالمياً مما يجعله أرخص بينما سيكون الفكر المحلي أغلى وبالتالي سيبتعد عنه الناس .
  • العولمة الثقافية
    •  السينما والتلفزيون
    •  أصبحت السينما والقنوات الفضائية في ظل ضعف أدوات االنشر ولإعلام الخاصة بالدول أدوات مثلى لتحقيق الإعلام العالمي و تكوين الثقافة العولمية عبر الحدود إنطلاقاً من تقديمها لإنتاجات ضخمة تسمح بها عروض عالمية لاتستطيع تأمينها الإنتاجات محدود الكلفة والمشاهدة . وهكذا نجد أن فيلم تايتانيك أصبح أهم فيلم في العالم لأن مشاهدته العالمية سمحت بتكلفته العالية.
    • أبرز هذا الانتشار نموذجاً نجومياً عالمياً سوف يتبعه الآخرون.
    •  حقق الإعلان عن السلعة الواحدة عالمياً استهلاكية طغيان ماركات معروفة استهلاكية أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم .
    •  بدأت العولمة بتشكيل مايسمى بالهوية الاستهلاكية العالمية .
    • أليست الثقافة شكلاً من أشكال الاستهلاك؟
  • الانترنت
    • تؤمن شبكات الاتصال كشبكة انترنت وبنوك المعلومات ثقافة متكاملة لمن يرغب في الإطلاع على أي شيء ، كما أن هذه الأدوات ستشحذ همم المبدعين المطلعين عليها ،إضافة إلى أنها ستفتح آفاقاً جديدة عالمية لنشر إبداعاتهم.
    • سيزيد اختلاف درجة التأهيل بين المجتمعات للتعامل مع التقانات الجديدة من الفارق الثقافي بينها ،مما سيحقق طغياناً ثقافياً تغيب فيه خصوصيات الشعوب لتسيطر ثقافة واحدة هي ثقافة الأقوياء..وما كان محققاً في الصورة العلمية للعولمة من توحد الأبعاد العلمية عبر الحدود لم يعد صحيحاً في الصورة الثقافية..
    • ستكون الانترنت أشد قدرة في المستقبل على تحقيق العولمة الثقافية فهي تتمتع بإمكانية تحقيق التفاعل مع المستثمر في حين أن التلفزيون والسينما تبقى أدوات تؤثر باتجاه واحد غير متفاعل بل إن الانترنت أصبحت متعددة الاتجاه في شكل التواصل (حلقات الحوار)متيحة اللقاء عبر الحدود بين متعاملين كان من المستحيل التفكير في تواصلهم الآني منذ عقد من الزمن.
    • عندما نلاحظ أن عدد المشتركين في الانترنت يقترب من 400 مليون في بداية عام  2000  وننتبه إلى أنه من الطبيعي أن يتشارك الجميع فيما يوحد أساليب تفكيرهم عبر تعاملهم المشترك مع أداة واحدة  ندرك كم أصبحت الحدود الثقافية بين الناس قابلة للتجاوز.
  • الصدمة الثقافية
    • يبدو اليوم أن على الدراسات التقليدية للتغيرات الثقافية على المجتمع أن تغير من أدواتها وأساليبها لتواكب التغيرات من خلال التفكير في نموذج متفاعل للتحولات الثقافية.
    • الشخصية الثقافية للإنسان تتكون من مكونات عديدة منها طرق الحصول على الثقافة .
    • كانت هذه الطرق فيما سبق مرتبطة بالبيئة والمجتمع .فالبيئة الثقافية للطفل تحقق أول توازن في بنائه ثم كلما تقدم  العمر بدأ الفرد يخرج عن تأثيرات الأسرة المباشرة ليدخل في تأثيرات المجتمع والأمة   وكلما تنوعت مجالات التأثير كلما تنوعت ثقافة الفرد ولاشك في أن الفرد ضمن هذه التفاعلات يؤثر ايضاً في تغير مجتمعه ولكن من خلال عناصر البيئة الثقافية للمجتمع ذاته.
    • عندما يتعرض مجتمع إلى مؤثرات جديدة فإن ثقافته تتأثر على جميع المستويات محققة قفزة نوعية تأتي عادة من التفاعل مع الآخر. قد تكون هذه القفزة سريعة أو بطيئة حسب قابلية التأثر وتتأثر بدرجة استقبال الأفراد.
    • عندما يتواصل الفرد مع بيئة ثقافية جديدة مستقرة ومتوازنة منطقياً مع ذاتها يتجه للتفكير في منطقية بيئته الثقافية السابقة ويدخله هذا في عملية توتر- تأقلم حقيقية.
    • إذا كان الاتصال يتم مع بيئة مختلفة كلياً وغير متجانسة مع البيئة التي توازن معها الفرد كما كان شكل الاتصال في الماضي فالتفكير سيكون محدوداً ،ولكن كلما كان المحتوى متقارباً فالتفكير سيكون أعمق والتحدي أكبر والتأقلم ستكون احتملاته أوسع.
    • يعيش الإنسان اليوم وبفعل أدوات الاتصال العالمية عملية تواصل دائمة ترتبط بمعارف وعادات تأتي عبر الحدود الجغرافية وتؤثر في شكل التلقي الثقافي وماكان مرفوضاً في البداية سيحقق مع الزمن بدايات في الدفع للتفكير وبالتدريج سيزداد التفكير في التأقلم محققاً الدخول في جدليته الصعبة التي ستدفع المرء للتفكير في مدى منطقية وتماسك بيئته الثقافية الأصلية وهنا تأتي الصدمة الثقافية .
    • تكون الصدمة الثقافية عندما تتعرض ثقافة لتأثير مستمر من لثقافة أخرى وافدة مختلفة البنى والمعايير والقيم ..وتكون الصدمة أكبر كلما كان الاختلاف أكبر وسيكون من النتائج المباشرة التفكير في مدى صلاحية الثقافة الأصلية.وهنا تبدأ عملية التأقلم التي قد تطول مدتها أو تقصر من إنسان لآخر.
    • يكون الإنسان في البداية إما في توازن واضح مع ثقافته وإما في حالة رفض لها وعند الاتصال الثقافي ينشأ توتر لدى الفرد كنتاج للمقارنة بين بيئته الثقافية الأصلية والبيئة الوافدة .قد يكون هذا التوتر أداة للخلق والتعلم لأنه يدفع المرء إلى التحليل والموازنة والتفكير  ولكنه عندما  يستعيد توازنه يكون قد تأقلم مع البيئة الجديدة محققاً (( نمواً ))ثقافياً.
    • لا بد من الإشارة إلى أن الصدمة الثقافية يمكن أن تكون ثنائية الاتجاه ، بمعنى أن ثقافتنا يمكن أن تكون صدمة ثقافية للغرب .
  • نموذج التأقلم
    • يأتي التأقلم في نموذجين :
      • نموذج يتصل بالفرد المتوازن مع بيئته الأصلية ويضم ست مراحل:
        • الاتصال – الابتعاد – الرفض- المقارنة مع البيئة الأصلية – فهم البيئة الثقافية الجديدة – التأقلم والإضافة إلى المحصول الثقافي وقد يتبع ذلك صدمة معاكسة مع الثقافة الأصلية بعد التأقلم.
      • النموذج المحتمل الثاني يأتي من لم يتمسكوا بثقافتهم أصلاً وهو في أربع مراحل :
        • × الانبهار – الابتعاد وإعادة النظر – الفهم – التأقلم.
    •  لابد من الإشارة إلى أن هذه العملية تختلف عن الصدمة العلمية حيث تبدأ بالقبول الأعمى ثم تتطور إلى التفكير والنقاش والنقد.
    • من الممكن الآن أن نضع الفرضيات التالية:
      • الإنسان نظام منفتح وهو في تفاعل دائم مع محيطه عبر المدخلات والمخرجات.
      • كل إنسان له بناء داخلي مكون من حقائق فنية ومنتجات وقيم ومعايير وفرضيات عامة.
      • البناء الداخلي للإنسان إما منطقي ومتماسك وإما رافض.
      • يسعى الإنسان المتوازن للحفاظ على توازنه المنطقي الداخلي ويسعى الإنسان الرافض لمحيطه لاعتماد نماذج أخرى.
      • إذا تغير المحيط لدى الإنسان المتوازن مع محيطه فإن هذا التوازن الداخلي يداخله الخلل.
      • كل خلل يقود إلى توتر.
      • إذا وصل الخلل إلى مستوى معين فإن الإنسان سيسعى للوصول إلى توازن جديد.
      • تتطلب العودة للتوازن نوعاً من التأقلم مع الجديد ومن ثم مع القديم وقد توصل إلى رفض القديم إن لم يكن بناؤه متماسكاً ومنطقياً.
    • الإبداع الجديد في إطار نموذج التأقلم
      • تعرض المتلقي العربي في السابق إلى عملية التأقلم الموصوفة بشكل بطيء وغير واضح المعالم كما هو اليوم .
      • يمكن أن نجد اليوم من يدعو فقط إلى التمسك بالتراث،يمكن أن نجد من يدعو إلى الانخراط في فن الغرب فقط .
    • إلى جانب هذا نجد من كان متمكناً في فنه وثقافته، فحقق نوعاً من التأقلم مع فنون الغرب، مستفيداً مما يلائم الفن العربي .هذه المجموعة هي التي حققت للموسيقى العربية أهم إبداعاتها المعاصرة.
    •  يمكن أن نجد أيضاً من كان متمسكاً بثقافته العربية، ثم رفضها وأصبح متبنياً للبيئة الثقافية الوافدة. هذه حالة أندر من سابقاتها.
  • أملنا اليوم وباستخدام أدوات العولمة التكنولوجية أن نعمم الحالة الإبداعية الأسمى: التمسك بجماليات الفن العربي في أشكاله المتنوعة ، والتأقلم مع البيئات العالمية ،في سعي لاختبارها والتفاعل الإيجابي معها دون الإخلال بالمنظومة الثقافية العربية التي يؤسس لها ارتباطها بفن العرب الأول ..الشعر .
  • سيترك لنا هذا دوراً واضحاً على الساحة الثقافية العالمية تحقق الغنى والتنوع للبشرية ولاتطبعها بطابع التماثل الفقير والمتسطح.
  • بنتيجة نموذج التأقلم سيكون هناك احتمالان:
    • إما أن تتحقق البيئة المنطقية المتماسكة للثقافة العربية ، أو أن المتلقي سيشارك في مجتمعات شبكية ،تترابط عبر الشبكة ،ولها رصيد فكري أساسه الذوق والاهتمامات الشخصية. لنتتبع هذه الحالة:
    • كل مجتمع ولو كان شبكياً فإنه  سينتج ثقافته الشبكية التي تتبع النموذج البنيوي للثقافة الشبكية:
      • المجتمع الشبكي  هو كل مجتمع ،لا تحده بيئة جغرافية معينة ،ولكن عناصره  ترتبط عبر الشبكة ،إما بسبب المهنة (ضمن إطار اقتصادي شبكي) ،أو ضمن إطار ذوقي شخصي، يظهر لها أنه متماسك منطقياً (منتديات الحوار المتخصصة) .
      • ينتج هذا المجتمع تفكيراً خاصاً به ،ويتأثر بالعلوم والثقافات الأخرى بشكل مباشر  ظاهرياً، ولكنه قد يعزل نفسه عن كل تأثير خارجي على الشبكة ،خاصة في ظل انعدام ارتباطه بتراث محدد ،مما يشكل صدمة كبيرة في المقارنة بين العالمين الافتراضي والحقيقي.
      • يتشكل رصيد التفكير ، من محتوى محدد في إطار اهتمامات أعضاء المجتمع الشبكي المنعزلة ، لا تراث له ،ومن خصائص إبداعية وجمالية رقمية ،ومن مبدعين وباحثين شبكيين.
      • يتأثر المبدعون ،بأساليب رعاية المجتمع الشبكي للإبداع ،من تعليم عبر الشبكة ،و أشكال إنتاج ونشر وتوثيق رقمية ،كما يتأثرون بأشكال تذوق جمهورهم ،الذي يتشكل من زملائهم في المجتمع الشبكي ،مما قد يحول المجتمع الشبكي ، إلى مجتمع مغلق وغير متنوع الأذواق.
      • ينتج هذا مجتمعات مغلقة ثقافياً ،تفقد مسببات التنافس فيما بينها ،ولا تتفاعل مع مجالات ثقافية بعيد عنها.
      • يستخدم المبدعون والباحثون ،أدوات تعبير رقمية عبر الوسائط المتعددة ، و  تمازجاتها ، والموظفة في اتجاه ثقافي شبكي محدد.
      • يتجلى المحتوى ،عبر المبدعين، في مظاهر إبداعية تشترك في الخصائص الإبداعية والجمالية للمجتمع الشبكي ،وتستخدم أدوات تعبيره أو تمازجات منها .تتمثل تلك المظاهر الإبداعية  في تقانات جماعية ،موجهة للوظيفة المختصة بهذا المجتمع الشبكي ،وغير محكومة بمجمل أشكال التطور الثقافي الإنساني.
      • ينتج كل مظهر إبداعي نتاجاً إبداعياً ،ينشر عبر تقانات  ثنائية الاتجاه سمعية بصرية ،كالأقراص الحاسوبية والإنترنت ،موجه إلى جمهور مشارك ،بمعنى إمكانية غياب الفروق بين المبدع والجمهور ،فالكل جمهور والكل ناقد والكل مبدع.
      • ينضم  الناتج للرصيد الجماعي للمجتمع الشبكي ،المغلق المحكوم لعله بالزوال.

نتائج خاصة بالمجتمع الشبكي:

  • لا يتكامل مجتمع إلا بتكامل شرائحه الوظيفية، فلا يوجد مجتمع بشريحة واحدة.
  • المجتمع الشبكي شريحة واحدة ،ولهذا فهو مغلق ولا مستقبل له بمعزل عن المجتمع الحقيقي.
  • الإنسان هو امتداد لحقب التاريخ مجتمعة ،ولذا لابد له من تراث.

في الاحتمال الثاني:

  • إن استطعنا تحقيق البنية المنطقية للثقافة العربية ،عبر تحويلها إلى الأشكال الرقمية ،وتوثيقها ونشرها رقمياً، ستتبع الثقافة العربية نموذجاً آخر متطوراً عن النموذج الذي سارت عليه الثقافة العربية منذ القدم، يحافظ على الترابط الثقافي العربي:
  • اللحظة التاريخية : ما يخص الموسيقى العربية
    • بما أننا يمكن أن نشكل أيضاً صدمة ثقافية لشعوب أخرى فاللحظة التاريخية تتمثل في أن الصدمة الثقافية ستولد ضرورة فهم الإنسان لموسيقاه مبدعاً كان أم متلقياً بأدوات جديدة من جهة ، وفهم الآخر لتلك الموسيقى بالأدوات ذاتها من جهة أخرى ، وهذه اللحظة قادمة بأسرع مما نظن.
    • النتيجة الأهم: لابد من أن نوفر للإنسان أن يفهم تراثه وللإبداع الموسيقي فيه تكنولوجياً .
    • علينا أن نستفيد من مرحلة محاولة العربي أن يفهم ثقافته وموسيقاه لدى أي صدمة ثقافية  فنوفر له  دراسات منطقية ومتوازنة ومتماسكة وبالأساليب التكنولوجية تعينه على التوازن الأمثل كما تتيح ذلك لأي أجنبي يسعى لفهمنا في إطار العولمة الثقافية وهنا ينشأ حوار الثقافات الغني والمتوازن.
    • نعم الصدمة الثقافية مع الآخرين قد تدفعنا لكي نفهم أنفسنا أكثر وقد تتيح لنا أن نشرح أنفسنا للآخرين بشكل أفضل شريطة أن ندرك ذلك، وهذا دور الباحث الموسيقي الأهم.
    •  العالم متعدد الثقافات
      • من المتوقع أن يشهد العصر القادم ،إن قامت كل الشعوب باستغلال اللحظة التاريخية الموصوفة ،ولادة نوع من الإنسان متعدد الثقافات ينتمي أرضه وهويته أساساً ولكنه سيكون قادراً على التواصل والتفاعل مع جميع الثقافات .
      • قد تكون الكلمة الفصل في تأثير العولمة على الثقافة عموماً وعلى الموسيقى خصوصاً هي مدى قابلية الفرد للتأقلم ومدى فهمه لثقافته وموسيقاه بالأدوات الجديدة بحيث يتجه العالم إلى تعايش ثقافي بين مسارين متوازيين: المحلية والعولمية على عكس المسارات الاقتصادية والمالية والسياسية .
  • العوربة ثقافياً وموسيقياً
    • يمكن ،إذا نظرنا إلى امتداد تأثير الموسيقى العربية في الوطن العربي ، أن نفكر في عولمة عربية، بما يعني استخدام الأدوات التكنولوجية والمعلوماتية وشبكات الاتصال للسعي للحفاظ على مظاهر الشخصية الثقافية والموسيقية العربية .
    • يتم هذا في اتجاهين:
      • تعميق استخدام تكنولوجيا المعلومات ووضعها في خدمة الثقافة والموسيقى العربية بغية تشكيل بنية منطقية ومفهومة ومتماسكة لعناصر الإبداع فيها .
      • دعوة المثقفين والموسيقيين العرب إلى الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات وشبكات الاتصال والنشر من خلالها.
    • المبدعون العرب ممن هم في سن الخبرة يرون أن القطار فاتهم وأن تكنولوجيا المعلومات خاصة بجيل الشباب.ومن الضروري أن ننتبه إلى أنهم هم القيمون على الثقافة العربية لعشرين سنة قادمة.
    • هناك ضرورة حيوية لتحقيق اهتمام المثقفين والمبدعين العرب بفهم الأدوات المعلوماتية وتطويع إبداعهم لها ، التفكير عبر النصوص المتشابكة والصوت والصورة والتحريك والفيديو لتوضيح الفكرة. فالتقانة أصبحت تتدخل في صلب أسلوب العرض بل وأصبحت تطور المضمون ذاته..
  • الإبداع في الموسيقى العربية وتكنولوجيا المعلومات
    • تقدم لنا تكنولوجيا المعلومات أهم أداة للنقد والبحث والتحليل والقوننة والنشر عرفتها الفنون مما سيساهم في تحقيق النظرة المنطقية المتماسكة للصدمة الثقافية القادمة.
    • ولكنها ستولد من جهة أخرى أدوات جديدة للفن تحول الحاسوب إلى آلة موسيقية أو إلى منتج للوحات الرسم الرقمية مما سيولد أنماطاً فنية جديدة قد تحقق لها قبولاً عند الأجيال القادمة.
    • سيكون الفن بجميع أشكاله كما نمى في الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ ،وبسبب ارتباطه بالأحاسيس والمشاعر ،من أكثر مجالات النشاط الإنساني تضرراً بالعصر القادم ، الذي تقصر فيه المسافات ويختزل فيه الزمن وتضيع فيه الروح.
    • إذا أعطينا التعريف المقترح التالي للموسيقى:الموسيقى هي الترجمة الجماعية لمشاعر الأمة بأدوات ومفاهيم موسيقية مشتركة بين المبدع والمتلقي ننتبه إلى مهمتنا الاساسية اليوم أن نستخدم تكنولوجيا المعلومات لتحفيز الإبداع الموسيقي العربي ولتقنين تلك المفاهيم المشتركة لضمها إلى أدوات الصدمة الثقافية القادمة.
    • الكمبيوتر آخر الآلات الموسيقية
      • قد يكون من نتائج تعامل تكنولوجيا المعلومات مع الصوت أنها حولت الكمبيوتر إلى آلة موسيقية هي آخر الآلات الموسيقية محققة تراجع الحس الإنساني أمام عالم الأرقام .
    • إذا افتقد الإنسان عند الاستماع إلى موسيقا تصويرية مصاحبة لحدث درامي حزين في أحد المسلسلات, دفقة الروح التي اعتادها , في آلة الناي ,فعليه ألا يتعجب لأنه بستمع  إلى صوت إلكتروني صاغه حاسوب , ليس له من العمر إلا بضعة عقود من الزمن , يحاول اختصار سبعة آلاف عام عاشتها آلة الناي البسيطة  وعبرت خلالها عن دخائل النفس البشرية , في حزنها وألمها , كما في أملها وسعادتها.
    •  كانت رحلة الاختصار تعتمد دائماً على مبدئين بسيطين:ضرورة مقاربة الصوت الموسيقي الناتج عن الآلة الموسيقية المعنية قدر الإمكان , من جهة، وضرورة تشويش معايير الاستماع ,من جهة أخرى,كي يصبح الفرق بين الأصل والتقليد , وهو لابد موجود وباق , غير ذي بال.
    • من المحتمل أن لا يولد سماع الموسيقا الناتجة عن تقليد الأصل , في أحسن الأحوال , ومع مرور الوقت ونتيجة لتكرارها , إلا شعورا” بسيطا” بتسطح اللحن , سيكون من الممكن  تجاوزه مع الوقت إن لم نعتن بتنشيط الحس الإنساني المقاوم لهكذا توجهات عبر التأهيل والتعليم منذ نعومة الأظفار.
    • لابد من التأكيد أخيراً , أن متابعة التوجه السائد اليوم , في إنتاج الموسيقا مباشرة عبر الحاسوب , بحجة انخفاض كلفة التنفيذ , سوف يساهم بشكل فعال وسريع , في غياب الآلات الموسيقية التقليدية , التي لا تزال, حتى اليوم , تؤنس غربة النفس البشرية , وهي تواجه مصاعب الحياة اليومية وقسوتها.
  • يمكن للحاسوب بالمقابل أن يقدم لنا أداة إبداعية جديدة في مجال الإبداع:
    •  يمكن عبر الحاسوب , إتاحة الفرصة أمام المؤلف الموسيقي , لكي يختبر الأجواء المقامية الموسيقية  المبتكرة, والتوافقات الهارمونية , والبوليفونية, ومدى  ملاءمتها للموسيقا العربية, من جهة,ومدى تحقيقها لما يطمح  إليه في التعبير عن عاطفة أو فكرة موسيقية معينة,من جهة أخرى,  وذلك,شريطة تعريف الأصوات الموسيقية في السلم الموسيقي العربي  بدقة .
    • يمكن الاستفادة من إمكانات التعديل في اللحن الذي ينقله المؤلف الموسيقي إلى الحاسوب المتصل بسانتتايزر ,عبر عزفه على آلة  مفتاحية لاختبار الجمل اللحنية . يتم أولا” تحويل اللحن إلى تدوين موسيقي , باستخدام  الحاسوب طبعا”, ثم يمكن معالجة التدوين مباشرة , بأن تحذف  أجزاء منه مثلا” , أو تحشر جملة موسيقية جديدة , في خلاياه ,  وفي الموقع الملائم , وقد يفضل المؤلف تعديل المقام الموسيقي ,  أو السرعة , أو تخصيص آلة موسيقية (منمذجة) بأداء مقطع بشكل  مستقل , فإن لم يلائمه طابعها ( التقريبي) أمكن استبدالها ,  أكثر من مرة ,إلى أن يتم التوصل إلى الطابع الملائم , وقد يجرب  المؤلف التمازجات الصوتية لأكثر من آلة , في مواقع محددة ,  للتعبير عن جو موسيقي ما.
    • بعد أن يستقر اللحن أو المؤلف الموسيقي بشكله النهائي.. ينفذ بواسطة فرقة موسيقية حقيقية , تضفي على الجو الناتج , كل ما يلزم من عواطف ومشاعر , لكي يتحقق التواصل بين المبدع والمتلقي على أساس إنساني متكامل..
  • عناصر الإبداع في الموسيقى العربية وتكنولوجيا المعلومات
    •  يمكن أن نفرق من البداية في الإبداع بين عناصر إبداعية وعناصر محرضة على الإبداع ولنبدأ بالعناصر الإبداعية:
    • النص – ويتضمن العناصر التالية:شعراء وشعر وزجل وأوزان وأشكال شعرية وقوافي وصور ومضامين وموسيقا الشعر.
      • تكنولوجيا المعلومات تساعد على دراسة تطور النص الغنائي وأشكال توزع القوافي والأوزان عبر تشكيل قواعد معطيات خاصة للنصوص المغناة وتبويبها حسب الشاعر.إضافة إلى دراسة البحور الشعرية , والأشكال المتعددة لبناء النص.
    • اللحن – ويتضمن العناصر التالية:ملحنون ومؤلفون موسيقيون وعازفون وإيقاع ومقام وجملة لحنية وطرب وتعبير وقوالب ومساحة لحنية ومدارس لحنية وسلم موسيقي.
      • تساعد تكنولوجيا المعلومات في دراسة تطور القوالب والجملة اللحنية وتحديد أبعاد السلم الموسيقي العربي وتوثيق الإيقاعات والمقامات ومقارنة الجمل اللحنية .
    • الأداء – ويتضمن العناصر التالية: مغنون ولفظ ومساحة صوتية وتنفس وتعبير وغناء جماعي
      • تساعد تكنولوجيا المعلومات في دراسة المساحة الصوتية ومساحة التنفس وأشكال التعبير في الأداء .
    • أداء موسيقي – ويتشمن العناصر التالية: موسيقيون عزف وتعبير وطابع صوتي للآلات .
      • تساعد تكنولوجيا المعلومات في دراسة هندسة الآلات الموسيقية ومقارنة أشكال العزف وتطوير الطابع الصوتي.
  • العناصر المحرضة على الابداع وتكنولوجيا المعلومات
    • عناصر متأثرة بتكنولوجيا المعلومات:
    • التعليم المتخصص وغير المتخصص- الصف الافتراضي-الصف التقليدي مع التعامل المتفاعل وعلى الهواء-البرامج التعليمية الحاسوبية -التعليم عن بعد – الكتب التعليمية بالوسائط المتعددة. – توجيه تعليم العزف على الآلات الموسيقية ( حيث يسجل عزف الطالب , للحن ما , وعلى آلته الموسيقية الأصلية , ويقوم الحاسوب , بعد تسجيله , عبر وصلة (ميدي) , بمقارنته مع اللحن  الأصلي المخزن في ذاكرة الحاسوب , أو مع التدوين , ومن ثم يبين  للطالب مواقع الخلل , ليقوم باستدراكها.)- تعليم المقامات الموسيقية والإيقاعات المتداولة , وعرضها.
    • الإنتاج – تغيرت أشكاله بوجود تكنولوجيا المعلومات/أقراص حاسوبية -مواقع على الانترنت.
    • النشر ووسائله ، نشر الإبداع والنشر عنه- تعتبر الوسائط الحاسوبية السمعية والبصرية وشبكة الانترنت أهم وسائل نشر الموسيقى في العصر الحديث.
    • التوثيق- تكنولوجيا المعلومات أداة هامة من أدوات التوثيق الحديث وذلك من خلال بناء نظام معلومات للموسيقى العربية يسمح بما يلي:
      •  تحقيق المخطوطات.- تسمح أسليب معالجة الصورة في الحاسوب بفهم أكبر لأقل المخطوطات وضوحاً
      •  التوثيق الرقمي: تسمح أدوات القراءة الآلية بتحقيق نقل كتب تاريخ الموسيقى العربية وكتب النقد والتحليل الموسيقي إلى صيغة رقمية ووضعها في صورة قواعد للبيانات تسمح بالبحث عن أي كلمة فيها كما تسمح بتوثيق الألحان رقمياً.
    • دراسة تاريخ الموسيقى العربية – الاعتماد على الوثيقة وقواعد البيانات لفهم الماضي ومحاولة وضع تسلسل منطقي لعمليات جرت فيه استنادا” إلى معلومات وضعت من مصادر مختلفة يجري التقاطع بينها. بما أن التسلسل المنطقي في التاريخ وأحداثه مرتبط دوما” بالزمن فمعيار أي معلومة هامة هو ارتباطها الدقيق زمنيا”.
      • يمكن تصنيف أشكال خدمة الحاسوب للتاريخ (الموسيقي العربي) عبر تقاطع المعلومات فيما يلي:
      • الإجابة على جزئية متعلقة بموضوع أو بعمل إبداعي أو بعلم من الأعلام (تاريخيا”).
      • تحليل جزئيات مختلفة مرتبطة بموضوع أو بعمل إبداعي أو بعلم من الأعلام أو أكثر لتكوين فكرة أشمل عنه.
      • تحليل فترة تاريخية لتكوين فكرة أوضح عن شكل تطورها عبر محموعة مواضيع أو أعلام تمت دراستهم بالأسلوب المذكور سابقا”.
    • تحليل فترات تاريخية متعاقبة لوضع نموذج عام للتطور التاريخي في منطقة جغرافية معينة.
  •  النقد والتحليل- نظام معلومات الموسيقى العربية أداة هامة للنقد والتحليل ودراسة تطور مختلف أشكال الإبداع الموسيقي من خلال الأدوات الحاسوبية وقواعد البيانات.
  •  التدوين- هناك دور هام لتكنولوجيا المعلومات في التدوين الموسيقي وفي تعليم التدوين.
  • تطوير بنية الآلات الموسيقية- الحاسوب يسمح عبر المحاكاة بدراسة الأبعاد الأفضل للآلات الموسيقية , ووضع معايير ثابتة لها.في ذلك بشكل مباشر.
  • المصطلحات- يسمح وضع المصطلحات الموسيقية على الانترنت بتوسيع استخدامها وتصحيحها.
  •  تشكيل مقامات وإيقاعات موسيقية جديدة عبر اختبار أجوائها بالحاسوب.
  •  المساهمة في تعريف الأصوات الموسيقية , المرتبطة بالسلم الموسيقي العربي , تعريفاً رياضياً
  • الجمهور والتذوق- اتساع رقعة التواجد الجغرافي للجمهور – التلقي الآني – الحاسوب والانترنت كأداة لشرح الإبداع للمتذوق .
  • التنافس بين المواقع/ تسمح الإنترنت يتواصل المبدعين وتحقيق تنافسهم وكأنهم في مدينة واحدة.
  • التفاعل مع الغير/ ليس كالإنترنت من وسيلة آنية لتحقيق التفاعل المباشر.
  • الرعاية العامة والخاصة.- يمكن الحصول على دعم للمواقع الموسيقية على شبكة الانترنت من شخصيات أو مؤسسات عبر الحدود و من خلال الانترنت .
  • qالوضع الاقتصادي والسياسي،أشكال التجارة الإلكترونية والسوق العالمية ستؤثر على اتساع رقعة الانتشار.
  • تأثيرات الحركة والصورة. ،الحاسوب أداة أساسية حديثة في إنتاج الصورة.
  • البيئة والأسرة – تسمح شبكات الانترنت بتوليد بيئة افتراضية عبر الحدود لمن يتشاركون محبة الموسيقى العربية.
  • الارتباط بالمفهوم الفني العام- تسمح شبكة الانترنت بتواصل الموسيقيين من زملائهم في الإطار الثقافي العام بتشارك الأدوات ذاتها.
  • تنمية العلاقة بحاجات أخرى كتطبيقات الموسيقى في الطب- تسمح شبكة الانترنت بتشارك الخبرات.
  • الحقوق- مشكلة كبيرة لا بد من حلها في عصر الإنترنت.
  • عناصر غير متأثرة بتكنولوجيا المعلومات:
    • التنافس ضمن الموقع.
    • معايير الجودة.
    • شعور المجتمع بالحاجة للموسيقا.
    • الدافع الشخصي.
    • المكانة الاجتماعية.
    • الإطار وشكل التقديم.
  • نظام معلومات الموسيقى العربية أداة أساسية لتقديم صورة منطقية متماسكة للموسيقى العربية
    • يتعامل عالِم الموسيقا، في مجال ممارسة عمله ، مع عدة أشكال من المعلومات ،كالأسماء والنصوص والأحداث والتواريخ من جهة ، والمعلومات السمعية الصوتية التي ينقلها إليه تسجيل موسيقي ما، من جهة أخرى .
    • يتصل إدخال التقنيات الحديثة إلى علم الموسيقا أولاً بتحقيق مرحلة أساسية لعلها الأهم والأخطر في مجال التعامل مع الحاسوب في مجال البحث العلمي الموسيقي، إنها صياغة المعلومات الورقية والسمعية الصوتية المتوفرة في أشكال قابلة للمعالجة عبر الحاسوب. ومع أن هذه المرحلة طويلة نسبياً ، فلا بد من الاقتناع بأنه لابديل عنها إن أردنا دخول عالم المعلوماتية الحديث ، خاصة بعد أن نعلم أن الحاسوب أصبح قادراً على وضع قواعد للمعلومات على اختلاف أنواعها(عددية ، حرفية، سمعية، بصرية) في قواعد للمعلومات قابلة لإجراء جميع أشكال المعالجة الآلية عليها بغية تحليل ظاهرة ما.
    • لابد إذاً من البدء بتوثيق المعلومات الورقية والصوتية جميعها عبر صياغة معلوماتية جديدة لها ، ومن ثم الانطلاق إلى تحليل تلك المعلومات مجتمعة بالأساليب المعلوماتية الحديثة.
    • يتم إنجاز بناء نظام معلومات الموسيقى العربية ، المشكل من عدد كبير من قواعد البيانات المتنوعة التي توثق  لمئات المراجع والكتب والدراسات الموسيقية العربية على الحاسوب ، مما يسهل عمل الباحث بالرجوع إلى أي موضوع يختاره ، فيعلمه الحاسوب وعبر الكلمات المفتاحية المطلوبة ، عن جميع الفقرات التي ورد فيها تعامل مع تلك الكلمات المفتاحية.
    • إضافة إلى هذا ، يتم توثيق الألحان والأغاني العربية على الحاسوب ، من مصادر متنوعة تمتد من المغرب العربي وحتى مشرقه ،  ضمن قواعد خاصة للبيانات الصوتية والمصورة مرتبطة بتاريخ العمل الغنائي وعناصره الموسيقية ، توثق فيها الكلمات والألحان والتحليل الموسيقي  ، بغية مساعدة الباحث على استرجاع أي عمل غنائي مع الكلمات ، وسماع اللحن في أي نقطة منه مباشرة وبشكل آني ، ومشاهدة المقطع البصري إن كان له تسجيل سينمائي  ، ومن ثم وعبر برمجيات خاصة،  يمكن إجراء المقارنة بين أعمال غنائية مختلفة  ، لدراسة التأثير والتأثر ، وتحديد القواسم المشتركة للفن الموسيقي العربي ،مع إمكانية البحث في  قاعدة المراجع آنياً ، عن أية فكرة ذكرت من الباحثين المؤلفين لتلك المراجع والكتب المخزنة في قاعدة المراجع ، تخص اللحن الذي تتم دراسته .
    • يمكن أيضاً إجراء الإحصاءات المتعلقة بالأعمال الغنائية لملحن محدد أو لشاعر أو لمطرب ، أو الأعمال الموسيقية لمؤلف موسيقي ، باستخدام قواعد البيانات أو الرسوم البيانية .
  •  يتضمن نظام معلومات الموسيقى العربية الذي وضعته عدداً كبيراً من قواعد البيانات الأساسية نذكر منها:
    • قاعدة الكلمات المفتاحية للموسيقى العريية. ( يبلغ عدد الكلمات المفتاحية حوالي 1600 كلمة مفتاحية بني لكل منها سجل كامل من المعلومات/ عرض
    • قاعدة مراجع الموسيقى العربية: وهي قاعدة بيانات وثقت فيها عشرات الكتب والمراجع في الموسيقى العربية، تسمح وعبر الكلمات المفتاحية ،بالبحث عن أية فكرة يطلبها الباحث ،حيث يحدد له الحاسوب الكتاب الذي وردت فيه هذه الفكرة أو المصطلح ، مع تحديد الصفحة والمؤلف والنص .
    • قاعدة معلومات الأعمال الغنائية العربية: وهي قاعدة بيانات تحدد للأغاني والأعمال الموسيقية العربية ،المؤلف والملحن والمؤدي وسنة الإنتاج والمقام والإيقاع والقالب..
    • قاعدة البيانات الصوتية : وعبرها تم توثيق مئات الأغاني والأعمال الموسيقية على الحاسوب ، مرتبطة مع القواعد الأخرى ، بحيث يمكن طلب الاستماع إلى جزء محدد من أغنية ، ومقارنته مثلاً مع أي جزء من أغنية أخرى مباشرة ، كما تسمح باكتشاف القالب على اختلاف تعقيداته في الموسيقى العربية، وكذلك طول الجملة اللحنية والفقرة اللحنية.
    • قاعدة البيانات المصورة: وهي قاعدة مماثلة للقاعدة الصوتية ولكن التوثيق فيها كان للأغاني السينمائية والمصورة
    • قاعدة نصوص الأغاني العربية وتحليلها: وفيها خزنت آلاف الأبيات المغناة مع تحليلها الموسيقي المرافق عبر ربطها باقواعد البيانات الصوتية والمصورة./استرجاع مقاطع محددة حسب كلمات مطلوبة ومقارنة أسليب التلحين
    • أدوات حاسوبية مختلفة

مقترحات

  • دعوة الفنانين للاقتداء بالمبدعين الكبار فهم عندما تأثروا بعصرهم فعلوا ذلك انطلاقاً من أساسيات الموسيقى العربية لا من تخليهم عنها وقد فعلوا ذلك متأثرين بما حمله عصرهم من تقانات جديدة وأساليب تعبير معاصرة واليوم لابد من التأثر بالعصر ولكن عبر الاستخدام الأمثل لأدواته ومزاوجتها مع أساسيات الموسيقى العربية في بيئة منطقية تلائم بحث الإنسان العربي المعاصر عن فهم الفن أيضاً لا الاكتفاء بملامسته.

أشكر متابعتكم

 

Bookmark the permalink.

Comments are closed.