في لقائي مع الفضائية المصرية في عام 1993 – 3 قلتُ: الموسيقى العربية تطورت عبر تشابك المدارس اللحنية وجدلية ثرية نشأت بين العمق والعفوية و تفاعل حيوي بين عناصر الغناء العربي والتقنيات الوافدة!

شعار كتاب الأغاني الثاني

شهدت نهايات القرن التاسع عشر أول حالة جدلية تسببت في إطلاق التطور الموسيقي في مصر ، انطلاقاً من تراث موسيقي كبير أتى من الشام ، عبر موسيقيين كبار كالشيخ أبي خليل القباني وغيره.  انطلقت تلك الحالة الجدلية من خلال التفاعل الذي نشأ بين محمد عثمان و عبده الحمولي ، أي بين مدرسة تلحينية تعتمد البحث و العمق ، و أخرى تعتمد العفوية والارتجال.

وفي السياق ذاته ، شهد القرن العشرون حالات مماثلة ، حققت بمجملها النهضة التي شهدتها الموسيقى العربية ، إذ نشأت جدلية مماثلة بين محمد القصجبي وسيد درويش ، ثم بين محمد عبد الوهاب والتقنيات الوافدة من الأسطوانة إلى السينما إلى الإذاعة ، إذ تم تفكيك عناصر الأغنية وإعادة تركيبها لتتتوافق مع تلك التقنيات الجديدة ،  فيما اعتمد رياض السنباطي بالمقابل ، البحث والعمق في استجلاء خفايا المقامات الموسيقية ، وأساليب التعبير من خلالها ، في ابتعاد عن أسلوب زكريا أحمد ، ليجد هذا كله حصيلة تركيبية ذات صيغة جدلية داخلية في أعمال فريد الأطرش!

شكلت هذه الأفكار محور إجابتي عن أسئلة السيدة سوزان حسن في المشهد الثالث من لقائي مع الفضائية المصرية عام 1993.


د. سعد الله آغا القلعة

المشهد الأول

المشهد الثاني

المشهد الرابع

المشهد الخامس

Bookmark the permalink.

Comments are closed.