مع بداية عام 1997 ، بدأت أفكر في موضوع برنامجي التلفزيوني الجديد في محور الموسيقى .. كنتُ قد حزت على الميدالية الذهبية لأفضل مقدم للبرامج في الوطن العربي ، على برنامجي التلفزيوني نهج الأغاني ، في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون للعام 1996 ، فيما كنتُ بدأت في تقديم برنامج تلفزيوني صباح كل جمعة ، على شاشة التلفزيون العربي السوري ،يبث على الهواء مباشرة ، لمدة ساعة ، و يستعرض ويشرح تطبيقات الحاسوب في نشاطات المجتمع المختلفة ، في طيف واسع امتد من التعليم إلى التصميم المعماري فحساب الإرث الشرعي و السجلات الإلكترونية للمرضى! على سبيل المثال لا الحصر . امتد بث هذا البرنامج حتى عام 2001.
كنتُ حتى ذلك التاريخ ، وإلى جانب التدريس في كلية الهندسة ، ورئاسة قسم من أقسامها ، و إدارة مركز حاسبها الإلكتروني ، أنفذ عملية المفاضلة للقبول الجامعي في سورية كل عام ، منذ العام 1985 ، لتوزيع حوالي 100 ألف طالب على مئات الكليات والمعاهد السورية ، وفق تسلس رغباتهم ، فيما مكتبي الهندسي يتابع نشر الخرائط السياحية لسورية ومحافظاتها ومدنها الرئيسية في لغات متعددة ومقاييس متعددة ، فهل كنتُ قادراً على إطلاق برنامج تلفزيوني جديد ، في محور بعيد كل البعد عن هذه المحاور ؟
كنت متردداً .. فالنجاح يصبح كل مرة أصعب من المرات السابقة ، بل إنني أذكر أن أحد كبار النقاد في تونس قال لي عن برنامج عبد الوهاب مرآة عصره : إنه بيضة الديك! أي أنني لن أكون قادراً على تقديم ما يماثله ، فكان برنامج
أسمهان ، الذي وفر لي لقب أفضل مقدم برامج في استفتاء أجرته مجلة الرياضة والشباب في دبي ، ثم نهج الأغاني الذي وفر لي الميدالية الذهبية للتقديم كما أسلفت! فهل أستطيع أن أقدم ما يقل في السوية الفنية عن هذه البرامج ؟
ولكن الإجابة عن سؤالي الأساسي أتت من جمهور خاص .. متحمس ، مبادر .. وهو جمهور
فريد الأطرش .. كانت تصلني أسبوعياً على صندوق البريد الخاص بشركتي للإنتاج ، والمبين في شارات البرامج لتي أنتجتها ، عشرات الرسائل تطالب ، بعد النجاح الذي حققه برنامج
أسمهان ، ببرنامج عن
فريد الأطرش .. ولم يكن لي إلا أن أستجيب!
أبدأ اليوم بنشر مشاهد برنامج حياة وفن
فريد الأطرش ، الذي امتد تحضيره حتى عام 1999 ، وجاء في 33 ساعة تلفزيونية وهي مدة غير مسبوقة على الإطلاق، تخصص لفنان واحد ، يقدمها بالكامل مقدم واحد!
من البداية قررت أن أخصص الحلقة الأولى لمحاولة تفسير هذا الارتباط العجيب بين فريد وجمهوره ! وهو ارتباط لم يفتر حتى أيامنا هذه!
في المشهد الأول الذي أنشره اليوم ، أبدأ تلك الرحلة ، في محاولة لتفسير تلك العلاقة ، ولكن النشر يبتدئ بشارة البرنامج ، التي تم تنفيذها بعد إنجاز جميع الأعمال ، في جميع الحلقات ، من تصوير وتسجيل ومونتاج ..
اخترت بعد تفكير موسيقى
نجوم الليل لتصحب شارة البرنامج ، الذي أسميته : حياة وفن
فريد الأطرش ، وهي من أهم أعمال فريد الموسيقية ، فيما رأيتُ أن تروي الشارة قصة حياته ، عبر تسلسل زمني للصور المجسدة لمسار حياته المضطربة ، والحافلة بالنجاحات والآلام ، و بالتنافس ، وخيبات الأمل ، و كذلك للشخصيات الفنية التي أثرت فيها.
البرنامج من أعمال عام 1999 وهو من إخراج المخرج هيثم هوانا
ملاحظة عامة لجميع البرامج المنشورة :
فريد الأطرش - عبد الوهاب مرآة عصره -
أسمهان - نهج الأغاني على قناة الدكتور
سعد الله آغا القلعة : الشواهد الغنائية المرتبط بالتحليل مختصرة إلى ثوانٍ فقط ، بسبب سياسة يوتيوب في حذف الأغاني ، بحجة أنها تخالف حقوق الملكية الفكرية ، فيما يسمح
القانون بذلك ، ما يؤثر بالطبع على توازن التحليل.
يمكن لمن يرغب متابعة البرامج حسب النسخة الأصلية ، فهي منشورة بالكامل في قسم المشتركين ، في موقع موسوعة
كتاب الأغاني على الرابط:
www.agha-alkalaa.net