التصويت في موسوعة كتاب الأغاني الثاني لاختيار أهم الأغاني .. لماذا ؟ وكيف؟

شعار كتاب الأغاني الثاني

أبين في التالي مبدأ التصويت و أهميته وأشكاله:

مبدأ التصويت وأهميته

يعتبر تحديد أهم الأعمال الموسيقية والغنائية التي اختزنتها الذاكرة العربية حتى نهاية القرن العشرين من أهم محاور توثيق التراث الموسيقي العربي ، إذ تجسد تلك الأغاني الرصيد الأهم لنتاج فترة النهضة الموسيقية التي شهدها القرن العشرون ، ما يجعل تحديدها و تحليلها وحفظها للأجيال القادمة من الأهمية بمكان ، لتكون منطلقاً ومرجعاً لأي نهضة موسيقية عربية جديدة.

كما يعتبر ذلك من أهم أهداف موسوعة كتاب الأغاني الثاني ، في السير على نهج كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، الذي وثق لاختيار أهم 100 أغنية في زمانه ، ومن أهم أهداف مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة ، في السعي لتطوير الحس النقدي لدى الجمهور.

وبالنتيجة فالتصويت يعكس نظرة واعية لرأي جمهور اليوم حول نتاج القرن العشرين.

التصويت على الأغنية الواحدة في مستويين

نحن نطرح التصويت في موسوعة كتاب الأغاني الثاني في أشكال متعددة ، منها التصويت لاختيار أغنية محددة ، لتكون ضمن أهم أغاني أحد كبار المغنين في القرن العشرين ، وذلك في مستويين مختلفين ، كما هي الحال في هذه النشرة ،حيث يطرح المستوى الأول تقييماً عاماً للأغنية وأهميتها ، وعندما تحصل أي أغنية على 67% من الأصوات على الأقل ، تنتقل إلى المرحلة النهائية، حيث تجمع جميع أغاني المغني المعني ، في جداول تفاعلية مرتبة زمنياً ، تسمح بتنفيذ تصويت مقارن لجميع الأغاني بشكل مماثل لما تم تنفيذه لأسمهان ( أنظر قسم التصويت المقارن).

أما المستوى الثاني للتصويت على الأغنية الواحدة ، فإنه يدخل في نظرة أكثر عمقاً لتقييم خلايا النص واللحن واالأداء والعلاقة بينها ، وذلك لتحقيق هدف آخر يأتي في سياق مشروع التأسيس لنهضة موسيقية عربية جديدة هذه المرة ، وهو السعي لتطوير الحس النقدي الموضوعي عند المستمع ، طالما أنه أصبح الحكم الرئيسي في تحديد الذوق العام ومساراته ، حيث نطرح 22 خياراً للتصويت.

قد يقول البعض بأنه لا يستطيع تحديد جميع الخيارات المطروحة في المستوى الثاني ، وهذا صحيح ، فليجب في هذه الحالة عما يستطيع منها ، ولكن خيارات المطلعين ، ستحرضه لإعادة الاستماع ، لاستكشاف أين كانت تلك الخيارات محققة ، مما يولد دينامية جديدة ، تتوصل أخيراً إلى تطوير الحس النقدي لديه .. إن أراد!

التصويت المقارن لتحديد الأغاني الأهم ولتطوير الحس النقدي في السياق

بالمقابل نحن نطرح التصويت المقارن بين عدة أغنيات لمغن محدد يجمعها معيار محدد ، وذلك مثلاً عندما طرحنا التصويت على أغنيات عبد الحليم حافظ الأولى ، لتحديد الأقرب منها إلى شخصيته الغنائية كما استقرت لاحقاً ، أو عندما طرحنا التصويت المقارن بين أغاني أسمهان ، إذ عُرضت جميع أغانيها في جدول تفاعلي أولاً ، ثم تم طرحها للتصويت ثانياً ، وقد أمكن ذلك بسبب قلة عدد الأغاني التي غنتها في حياتها الثرية والقصيرة ، أو عندما نطرح للتصويت نصاً محدداً تم تلحينه من ملحنين مختلفين ، أو أغنيات لعدة مغنين ضمن معايير موحدة و محددة ، كالمنطقة الجغرافية عندما طرحنا التصويت لاختيار أهم الأغاني المغاربية ، أو القالب أو الملحن أو المرحلة الزمنية.
سنبدأ لاحقاً بعرض التصويت المقارن لأغاني كبار المغنين وفق المراحل الزمنية بما يقابل ما تم تنفيذه لأغاني أسمهان.

ورغبة في توضيح هذا الأمر ، أنشر اليوم إجابتي المصورة ، التي استعرضت فيها الإمكانات التي يوفرها موقعي على الانترنت ، في الاستماع والمقارنة الآنية بين عدة أغنيات ، وهذا هام جداً ، كما بينت أهمية عملية التصويت التي تجري ، وفي مستويين مختلفين ، في توليد أداة هامة ، توفر لمحبي الموسيقى العربية ، الراغبين في التعمق ، وما أحوجنا إلى هؤلاء ، فهماً أعمق لعناصر الإبداع الموسيقي ، في نتاج فترة النهضة التي عاشتها الموسيقى العربية في القرن العشرين ، وقدرة أوسع في تقييم أعمال اليوم وقبولها أو رفضها!


د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.

  • هل تريد أن نعلمك عن جديد الموقع؟

    Loading