لقد حان الوقت لكي ينتهي الانقسام بين جمهور المدرسة الرحبانية الفيروزية المبدعة! 

شعار كتاب الأغاني الثاني

اعتاد عالم الغناء العربي ، كما بينت في نشرتي السابقة ، على أن ينقسم الناس بين الأصوات : مع عبد الوهاب ضد الآخرين ، أو مع فريد الأطرش أمام عبد الوهاب أو عبد الحليم ، أم كلثوم أمام أسمهان ، فيروز أمام وديع الصافي ، أو صباح ، أو أصوات أخرى . ثم جاءت ظاهرة جديدة في الانحياز للملحن وأحياناً للشاعر، أمام الصوت ونجوميته . برزت هذه الظاهرة عندما انقسم الكتّاب ، وتبعهم الناس ، بين السيدة فيروز و الأخوين رحباني ، في مواقف حديّة ، سعت لإبراز نجومية الملحن والشاعر ، أمام نجومية الصوت ، ما تسبب في الكثير من الأذى ، على مر السنين ، أو وقفوا ضد إبراز دور واضح لمنصور في بناء هذه المدرسة ، أو مع زياد رحباني ، أو ضده ، عندما لحن لوالدته ، أو عند عقد أي مقارنة بينه وبين أهله .
لقد حان الوقت لكي تستعيد هذه الظاهرة المبدعة وحدة جمهورها ، كما كان في البدايات ، و أن يتوقف التحيز للأخوين رحباني أمام السيدة فيروز ، أو لعاصي أمام منصور ، أو لزياد أمام والده وعمه. لقد حان الوقت للتوقف عند كل جميل ، في هذا النتاج الذي طبعته فيروز بطابعها ، و لإرجاع كل فضلٍ لصاحبه ، بما في ذلك إبراز دور من أسهم في هذا التوهج ، من أصواتٍ و ملحنينَ و شعراء ، دون أن يثير هذا ثائرة أحد!

د. سعد الله آغا القلعة

Bookmark the permalink.

Comments are closed.