فيروز تغني شابلن : لي هواك لي نصٌ رحباني وُضع على قدِّ لحنٍ لشارلي شابلن!

شعار كتاب الأغاني الثاني

في نشرات سابقة توقفت عند أغنية السيدة فيروز الجديدة : لمين ، التي بني لحنها ، على لحن قديم للمغني الفرنسي جيلبير بيكو ، ونص للسيدة ريما رحباني ، وقلت حينها بأن هذا الأسلوب كان متداولاً عند الأخوين رحباني ، فيما سمي حينها مسار التعريب ، أي تعريب الأغاني الشائعة عالمياً ، من خلال وضع نصوص عربية لها بالفصحى  ( أتى النص  في الأغنية الجديدة بالعامية ) ، وهو أسلوبٌ كان شائعاً عالمياً ، إذ كثيراً ما قُدمت أشهر الأغاني الإنجليزية بالفرنسية ، أو الاسبانية ، والعكس صحيح.

كما توقفت عند القدود الحلبية ، و قلت حينها بأنها ألحانٌ أنتجتها أو اختزنتها حلب ، وكانت متبدلة النصوص حسب الزمان والمكان . ولكن ، أليس مبدأ التعريب هو مبدأ القدود ذاته : وضعُ نص جديد للحن قديم ؟

أنشر اليوم  ، وفي هذا السياق ، أغنيةً كان عرَّبها الأخوان رحباني ، من خلال وضع نصٍ على قدِّ  لحن وضعه شارلي شابلن ، و غنتها فيروز: لي هواك لي

كان شارلي شابلن مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً و ومنتجاً سينمائياً مبدعاً .. ولكنه كان أيضاً ، في بعد لم تسلط عليه الأضواء بشكلٍ كافٍ ، مؤلفاً موسيقياً مبدعاً .. و فطرياً ، اعتمد في معارفه الموسيقية عما التقطه من والده المغني ، وعلى حسه الفني ، وأذنه الموسيقية ، ولم يُعرف عنه أنه درس الموسيقى دراسة أكاديمية

بالمقابل أقول ، وفي سياق أن إبداعاته عرفت أولاً في مجال الأفلام الصامتة ، بأنه كان الأب الحقيقي للموسيقى التصويرية في الأفلام السينمائية ..عرف أهمية الموسيقى في تعميق تأثير التمثيل الصامت على المُشاهد ، فوضع موسيقى أفلامه التصويرية لتغلف مشاهد أفلامه ، وتوصل الرسالة المقصودة في أعمق صورها..

عندما قدم شابلن فيلمه الناطق ” أضواء المسرح ” عام 1952 ، غلّفه بفكرة لحنية أساسية جميلة ، مشكلة من فقرتين لحنيتين ، وسرعان ماشاعت الفكرة وتسابق المغنون في العالم على تقديم أغانٍ بنيت على إحدى الفقرتين ، تحت اسم Eternally

يمكن متابعة الفقرتين أولاً من الفيديو المرفق .


ثم يمكن متابعة التحول إلى أغنية Eternally عبر الفيديو التالي بصوت : Sarah-Vaughan


ولم يتأخر الأخوان رحباني في مواكبة ذلك ، في إطار مسار التعريب أو ترجمة الأغاني الشهيرة الذي كان قد اعتُمد لديهم منذ مدة .. فوضعا نصاً باللغة العربية الفصحى ، يتوافق تماماً مع نبضات الأصوات الموسيقية المشكلة للفكرة اللحنية الكاملة بفقرتيها ، وليس كما أتت في Eternally ، لتسجل السيدة ‫‏فيروز الأغنية : لي هواك لي ..

لابد من التنويه أولاً بدقة الأخوين رحباني في وضع النص على قدِّ اللحن بحيث أتت مدود الأحرف الصوتية متلائمة تماماً في موقعها مع مدود اللحن الأصلي ، وثانياً بدقة أداء فيروز لهذه الأغنية ، الصعبة في تحولاتها النغمية ، نسبة لأساليب الغناء العربي ، بما فيها من انتقالات صوتية ، وخاصة في الفقرة اللحنية الثانية ، و كذلك بأداء الفرقة الموسيقية إذ أن التسجيل يعود إلى بداية الخمسينات.

النص الذي وضعه الأخوان رحباني

الفقرة اللحنية الأولى لشابلن:

لي هواك لي لحنُ طيور
لي هواك لي ملءَ الدهور
كلّما شعرتُ لي أهيمُ في رضاك
أرى الصباح يرخي الجناح يومئ لي

***
لي هواك لي حلمُ ورود
لي هواك لي ندى الوجود
كلما التفتُّ من سمائنا هناك
أرى هواك يغري حماك ويومي لي

**

الفقرة اللحنية الثانية لشابلن:
إن تمضي الأيام أو تهدا الأمواج
إن تُمحى الآكام أو تُطوى الأبراج
تبقى لي ذكراك وأنت حبي لا
أنت

***

عودة إلى الفقرة اللحنية الأولى:
لي هواك لي حلم ورود
لي هواك لي ندى الوجود
كلّما التفتّ من سمائنا هناك
أرى هواك يغري حماك
ويومي لي


 ملاحظة : قدمت ماجدة الرومي لحن Eternally في أغنيتها : بس قللك حبيبي..

د. سعد الله آغا القلعة

 

Bookmark the permalink.

Comments are closed.