مبادرة أولى على طريق تشكيل عناصر نهضة موسيقية عربية جديدة – 2 : ردود فعل مشجعة ، و إيضاحات!

شعار كتاب الأغاني الثاني

العُرب في آلة القانون

كانت ردود الفعل على المبادرة التي أطلقتها يوم الأحد الماضي ، أي منذ ثلاثة أيام ، وفيرة ومشجعة ، إذ حازت النشرة المخصصة لذلك على أكثر من 3600 إعجاباً ، و 135 تعليقاً ، على صفحتي على موقع فيس بوك. تضمنت التعليقات تأييداً واسعاً ، ولم يخل الأمر من بعض التعليقات المتشائمة ، التي اعتبرت أن الحالة ميؤوس منها ، مهاجمةً جيل الشباب ، والفضائيات وشركات الإنتاج الفني ، و متهمةً إياها بتغليب الربح ، على الاهتمام برفع سوية الذوق العام ، ولم يخل الأمر كذلك من تحليل مجتمعي ، لتثبيت تلك الحالة الميؤوس منها. اتجهت التعليقات أيضاً ، إلى الاستفسار عن أسلوب المشاركة ، لتتجه تعليقات أخرى إلى طرح اقتراحات ، تتضمن إجراءات تنفيذية.
شكرتُ المؤيدين ، واعتبرتُ ، في تعقيبي على التعليقات المتشائمة ، أنه من غير الممكن حصر الإبداع في زمان أو مكان ، فالإبداع موجود ، والمواهب موجودة ، ولكننا نفتقد إلى المنظومة الداعمة للإبداع ، التي كانت الأساس في النهضة الموسيقية التي شهدها القرن العشرون ، وهي التي سنسعى للتأسيس لها ، في مبادرات لاحقة . بينتُ أن نصف متابعي الصفحة من الشباب ، و أن الأمل في استعادة الجمهور ، إلى موسيقانا الأصيلة ، وتحقيق استدامته ، عملية قابلة للتحقيق . أكدتُ أن الفضائيات ، إن ثبتَ لديها ، أن هناك شرائح كبيرة مهتمة بالتراث الموسيقي ، وبتطويره ، ما يحقق لتلك الفضائيات أهدافها ، ستكون مهتمة بدعم هؤلاء الشباب ، وأن المهم أن نبدأ ، و أن نحقق خطوات ناجحة أولاً ، وعندها سيحين وقت التعاون المطلوب مع الجميع ، ورأيتُ أن العمل خير من أن لعن الواقع ، وأن تمضية الوقت في كسب الشركاء ، خير من تمضيته في كسب الأعداء . اعتبرتُ أن الانترنت توفر فضاءاً مجانياً ، كما توفر قدرات البث المباشر التلفزيوني ، وهو ما يجعل الخطوات الأولى ممكنة ، لتلتحق بها تلك الشركات والفضائيات ، وتدعمها ، لاحقاً ، لأن الجيد ، سيجد له مكاناً بالتأكيد ، حين يجد الفرصة لذلك.
استفسر العديد من الملحنين الراغبين في المشاركة ، عن كيفية ذلك ، بسبب البعد الجغرافي ، وشرحتُ أن المشاركة لا تتطلب حالياً أي انتقال جغرافي ، لأنها ستكون على الإنترنت. كانت استفساراتٌ عن مشاركة الأصوات ، وأجبتُ أن الأصوات لها من يفتح لها الأبواب ، وأغلب الفضائيات تعمل على هذا ، و مع ذلك فمشاركتهم ممكنة ، بالتوافق مع الملحنين المرشحين ، إن فضل الملحن المرشح أن يحمل صوتٌ لحنه.
استفسر البعض عن أسلوب الاختيار ، وهل يتم على ما سيقدمه المشارك من ألحان ، أم أن الاختيار سيكون بناءاً على مدى قابليته للتطور؟ والواقع أن المشاركة ستكون على مرحلتين ، حيث يمكن لأي مشارك أن يتقدم للمرحلة الأولى ، ولكن الانتقال إلى المرحلة التالية ، التي تتضمن مستويات متعددة ، سيكون لمن يُثبت موهبة ومعرفة ، وقابلية للتطور ، بالحد الأدنى ، من خلال المقارنة بين لحنه الأول ، و الألحان التي سيقدمها في المستويات التالية.
طُرحتْ استفسارات عن كيفية الاتصال بالملحنين ، لدعوتهم للمشاركة ، وكانت الإجابة بأن فضاء الإنترنت مفتوح ، وأننا نعتمد على مشاركة متابعي الصفحة ، لنشر الموضوع على أوسع نطاق . جاءت اقتراحات لإطلاق جلسات على الهواء ، على اليوتيوب ، أو الفيس بوك ، لاستكشاف الإبداعات الكامنة ، ليتسنى للجميع المشاركة ، والاستمتاع بالاستكشاف ، والتعلم ، فيما كان اقتراحٌ ، بأن تواكب محطات التلفزيون المشروع من بداياته . طبعاً هذه اقتراحات مهمة ، ولكن الأهم الآن هو إطلاق المبادرة ، وإيضاح مراحلها ، وتشكيل منظومة العمل ، و البدء بالتنفيذ ، ويمكن عندها تحديد التوقيت الملائم للتعامل مع البث المباشر ، سواء على الانترنت ، أو عبر إحدى الفضائيات المهتمة.
نشرتُ مع إطلاق المبادرة صورة للعود ، الآلة الأثيرة عند ملحني الموسيقى العربية ، فيما أنشر اليوم صورة لعُرب القانون ، التي تعبر عن ضرورة فهم الملحن ، و تمثُّله في وجدانه ، للمقامات الموسيقية و لأبعادها ، لكي يُحسن وضع لحنه بشكل أكمل!
سأعتمد لاحقاً ، و لمواكبة النشرات المخصصة للمبادرة ، إرفاق تسجيلات مختارة للأعمال الأولى لكبار الملحنين ، لكي أعطي فكرة عن التطور الذي حصل في عصر النهضة ، بين البدايات ، و بين ما وصلت إليه قرائح الملحنين من تطور ، في ظل التنافس ، و رعاية منظومة دعم الإبداع ، وهو ما سنسعى للتأسيس له ، في مبادرات لاحقة!

لمتابعة النشرة السابقة

د. سعد الله آغا القلعة

Tagged , , . Bookmark the permalink.

Comments are closed.